جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
صيدا (لبنان) (ا ف ب) -
تستمر لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات في جنوب لبنان بين الجيش وانصار رجل الدين المتشدد احمد الاسير، وقد اوقعت حوالى عشرين قتيلا بينهم 12 عنصرا من الجيش، في حوادث امنية هي الاخطر منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل اكثر من سنتين.
كما انها الحوادث الاكبر التي يتورط فيها الجيش منذ العام 2007، تاريخ المعركة بين الجيش وحركة فتح الاسلام المتطرفة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال التي استمرت ثلاثة اشهر.
وفي ضوء خطورة هذه الاحداث التي بدأت بهجوم من جماعة الاسير على حاجز للجيش اللبناني قرب مقر الاسير في عبرا قرب صيدا، اكبر مدن جنوب لبنان، أجمعت القيادات السياسية المنقسمة على خلفية النزاع السوري على دعم الجيش اللبناني في معركته.
والاسير معروف بعدائه الشديد لحزب الله الشيعي، حليف دمشق، وهو يتهم الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل انشطة الحزب المسلحة.
وان كان الاسير لا يعد ذا شعبية واسعة في صفوف الطائفة السنية، لكنه تورط خلال السنتين الماضيتين في سلسلة احداث مع الجيش ومع مسلحين موالين للحزب، وتميز بخطاباته النارية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وذكر مصدر عسكري لفرانس برس اليوم الاثنين ان 12 جنديا قتلوا في المواجهات منذ امس.
في المقابل، ذكر مصدر قريب من الاسير في اتصال هاتفي من عبرا مع وكالة فرانس برس ان خمسة قتلى على الاقل سقطوا في صفوف فريقه، بالاضافة الى عشرة جرحى.
وكان مصدر طبي افاد امس عن مقتل مدني واصابة 35 آخرين بجروح.
وذكر مراسلو فرانس برس وشهود ان المعارك مستمرة في محيط المجمع الذي يتحصن فيه الاسير وانصاره والمؤلف من مسجد بلال بن رباح وابنية في محيطه، وعند اطراف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين حيث يشتبك الجيش مع عناصر من مجموعات اسلامية.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان "الجيش احكم السيطرة على مجمع الاسير في عبرا".
واشارت الى ان "الجيش يقاتل في الامتار الاخيرة من المربع الامني التابع للاسير في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل".
وقال شقيق الاسير، امجد الاسير، في اتصال هاتفي مع فرانس برس صباح اليوم "هناك قرار بالانتهاء منا. لكننا لا نزال نقاوم".
واضاف "الشيخ الاسير سيبقى في مسجد بلال بن رباح حتى آخر قطرة دم".
وتستمر الاشتباكات ايضا عند طرف مخيم عين الحلوة بين حي الطوارىء الذي يعتبر معقلا لمجموعات اسلامية بينها جند الشام وفتح الاسلام، والجيش الذي يقيم حاجزا عند المدخل الشمالي للمخيم، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني. وتستخدم في المعارك الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية.
كما يلاحق الجيش مسلحين في شوارع صيدا حيث تدور اشتباكات بين وقت وآخر. وشاهد مصورو وكالة فرانس برس عناصر الجيش يطلقون النار على قناصة في وسط المدينة.
وبدت الحركة مشلولة في كل انحاء صيدا اليوم، وقد تواصل نزوح الاهالي من المدينة. وتم ارجاء الامتحانات الرسمية التي كانت مقررة اليوم للمرحلة المتوسطة في عشرة مراكز في صيدا ومحيطها.
ووجهت النائبة بهية الحريري التي تقطن صيدا نداء عبر وسائل الاعلام قالت فيه ان "المدينة وقعت في قبضة المسلحين و(...) آلاف المواطنين محاصرين، ولا يوجد ماء ولا كهرباء".
وتابعت "انا محاصرة كما بقية الناس، المسلحون من حولي من كل الأطراف"، مشيرة الى ان قسما كبيرا من اهالي صيدا "في الملاجىء، والعائلات مفككة، الأب في مكان والأم في مكان آخر".
وكان الجيش اللبناني اتهم "مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز" الجيش اللبناني، مؤكدا انه لن يسكت عن "التعرض له سياسيا وعسكريا"، وانه سيرد على كل من "يسفك دماء الجيش".
وقالت قيادة الجيش في بيان انها حاولت "منذ أشهر ابعاد لبنان عن الحوادث السورية"، و"عدم قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصاً على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون"، لكن "ما حصل في صيدا فاق كل التوقعات"، معتبرة ان "الجيش استهدف بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا".
ورات قيادة الجيش ان ما حصل يذكر بالاحداث التي سبقت اندلاع الحرب الاهلية في لبنان العام 1975.
وكتبت صحيفة "النهار" اليوم على صفحتها الاولى "1975- 2013 الفارق في الاسماء والوجوه".
ورات صحيفة "السفير" من جهتها "ما تعرض له الجيش في عبرا على ايدي مسلحي الشيخ احمد الاسير شكل صدمة حقيقية وضعت هيبة المؤسسة العسكرية ومصير الوطن على محك اختبار صعب لا يحتمل الحلول الوسط".
وتاتي هذه الحوادث في اطار سلسلة من التوترات الامنية المتنقلة بين المناطق اللبنانية على خلفية النزاع السوري.
وقد امتد التوتر منذ مساء امس من صيدا الى طرابلس في الشمال حيث انتشر مسلحون في الشوارع وقطعوا الطرق بالاطارات المشتعلة واطلقوا النار في الهواء. كما تعرضت نقاط للجيش في طرابلس لاطلاق نار ليلا.
واليوم، قال مراسل وكالة فرانس برس ان مسلحين ملثمين انتشروا في ساحة النور في وسط المدينة وقطعوا الطريق بالاطارات. ثم القوا قنابل يدوية في الساحة، فسمعت اصوات الانفجارات التي اثارت رعبا في المناطق القريبة.
المصدر: محمود الزيات (AFP) –
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد