الخلق منسوب الي الله سبحانة وتعالي .. وهو ايجاد الشىء من العدم .. اما الاستنساخ فهو عمل صورة طبق الأصل من الأصل القائم والموجود. الاستنساخ اما ان يكون استنساخا إلاهيا اي يتم بقدرة الله وقوانينة بكلمة كن فيكون .. او استنساخا يتم بمقدرة الانسان وحساباتة وهذا يستغرق وقتا قد يطول اويقصر ... الا انة لن يخرج عن القوانين والقواعد التى وضعها الله وسمح لخليفته فى الارض (الانسان) ان يتعرف عليها ويفهمها ... وسوف يظل الفرق شاسعا بين ما يصنعه الله بقدرته اللامحدوده وما يقوم به الانسان بمقدرته المحدوده. لقد خلق اللة أدم من العدم وقد تناول القران الكريم عملية الخلق و نسبها الي الله الخالق فقد جاء في سورة ( مريم الاية 67 ) بسم اللة الرحمن الرحيم "أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا" وفي (سورة الانسان الاية 1) "هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا" وفي (سورة الحجر الاية 28 ) "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ" وفي ( سورة السجدة الاية 7 ) "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ" وفي ( سورة فاطر الاية 11 ) " وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن ترَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" ... صدق اللة العظيم.
تبين هذة الآيات الكريمه وغيرها في سور آخري من القرآن ان الانسان قد خلق من طين ومن ماء ومن صلصال ومن تراب وكلها قبل ان تخلق كانت عدما مما يشير إلي ان الانسان قد خلق من عدم. إن الانسان تحت كل الظروف لايستطيع هوان يخلق من عدم حتى ولو استعان بكل مايملك من مقدره وخبرات ووسائل متقدمة .. فقد جاء فى (سوره الحج الايه 73 ) بسم اللة الرحمن الرحيم "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " نخلص مما سبق ان الإنسان لن يستطيع أن يدخل مع الله فى منافسة لأن الله هو القادر صاحب السلطان والانسان هو المقدور عليه ولاسلطان له فى امر الله.
الاستنساخ فى القران الكريم هو امر قد ورد ذكرة عن اللة سبحانة ...وكانت اول عمليه استنساخ فى عمر البشريه هى استنساخ أمنا حواء من سيدنا ادم وكان هذا الاستنساخ استنساخاً الاهياً حيث استنسخت حواء من سيدنا ادم استنساخا خارجيا فكانت بقدره الله انثى وليس ذكرا لان الاستنساخ فى علم الانسان هو استنساخ ذكر من ذكر او انثى من انثى. وكان الاستنساخ الثانى هو استنساخ داخلى للسيد المسيح عليه السلام من السيده العذراء مريم البتول وكان استنساخاً داخلياً ... فقد جاءت بعض آيات القرآن لتؤكد ان الاستنساخ فى القرآن هو حقيقه لاجدال فيها فقد جاء فى (سوره آل عمران الايه 6 ) بسم اللة الرحمن الرحيم...." هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" ومعنى يصوركم هنا اى يستنسخكم ..وفى سوره الاعراف الايه 11" وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ " اي ان عملية الخلق قد تمت اولا وبعد خلق أدم اصبح هو الاصل وما جاء بعدة من ذريتة وابنائة وزوجتة حواء انما جاءوا عن طريق التصوير (الاستنساخ) لآنهم جميعا هم صور بشرية مشابهة شكلا لسيدنا أدم وإن اختلفت قليلا عنة فى الملامح والصفات. بعد ان خلق اللة أدم واستنسخ منة زوجتة وذريتة وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا ...اعطاه الله الخالق كل الحرية ان يتفكر فى خلق الله وان يتعلم من علم الله ما استطاع ان يتحصل عليه ليصل الى الحقيقه لكثير من الامورالتى بها تتكشف له اسرار الحياه. ولقد امرنا سبحانه بالإمعان فى الفكر والنظر والتأمل فيما يجرى من حولنا ... فقد قال سبحانه وتعالى فى (سوره الطارق الايه 5 ) بسم اللة الرحمن الرحيم ... "فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّا خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِق ... وهى دعوة من اللة للانسان كى يفكر ويتفكر فى امور الخلق. كما أمرنا الله ايضا أن نتدبر آيات الله من حولنا فقد جاء فى (سوره الروم الايات من (20 – 25 ) بسم اللة الرحمن الرحيم..."وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ ¤¤ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ¤¤ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ¤¤ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ¤¤وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ¤¤ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ¤¤وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ¤¤ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعلى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " صدق اللة العظيم. ان هذة الايات تخاطب اهل الفكر والعقل والعلم واهل المشاعر والاحاسيس حيث يخاطب الله الذين يسمعون ومع السمع تنشأ المشاعر فكان خطابا عاما شاملا لكل مكونات الانسان عقلا وروحا... وقد حملت هذه الآيات الكريمه بعض الظواهر المرئيه والغامضه من خلق واستنساخ ووراثه وعلوم البيولوجيا والظواهر الطبيعية من البرق والامطار وبعض الظواهر الغيبيه فى خلق السموات والارض والموت والبعث من جديد وان كل شئ بيد الله وهو الذى بدأ الخلق ثم يعيده كما كان... وهو العزيز الحكيم والقادر على كل شىء.. بيده الامر وهو على كل شىء قدير ولامعقب لحكمه ولا راد لقضائه
مما سبق يتبين لنا ان عمليه الخلق هى منطقه محظوره على الانسان ولا يجب ان يقترب منها محاولا تقليد خالقه ... ولقد حذره الله من ذلك ... ولكنه فى نفس الوقت منحه كل الحريه للبحث والدراسه والتآمل والتفكر وعليه ان يسعى ليتعلم من علم الله الخالق وبقدر المسعى يتحقق لة النجاح. لذلك اعطى الله للانسان بعض العلم فعلمه الكثير من قوانين الوراثه والنمو والتكاثر واعطاه المقدره على عمليه الاستنساخ لا لكى يستنسخ البشر ولكن ليستفيد منها فى تحقيق مزيد من المصالح والمنافع لنفسه ولمن حوله. لقد فهم الانسان بعلم الله كيف تتم عمليه الاستنساخ وقد سمح له خالقه ان يسخر علمه لتحقيق ارادته دون ان يقترب من منطقه الحذر مادامت اراده الانسان لا تتعارض مع تعاليم الله وحدوده. ان الله سبحانه وتعالى يفعل المعجزات والانسان يعجزعن ذلك فقد استنسخ الله سبحانه وكان ذلك معجزه لا يقدر عليها الإنسان فقد إستنسخ ذكرا من أنثى واستنسخ أنثى من ذكر وهذا امر يستحيل على الانسان ان يفعله أو ان يصل الى تحقيقه وقد شرحت سوره الزمر (الايه 6 ) عمليه استنساخ حواء من ادم فقال رب العزه سبحانه وتعالى بسم اللة الرحمن الرحيم " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تصرفون..صدق اللة العظيم. وتستوقفنى هذة الآية الكريمة التى تربط بين خلق أدم واستنساخ حواء منه وبين نمو الاجنة فى بطون امهاتهم خلقا من بعد خلق اى نموالآجنة من مرحلة الى اخرى وقد اوضح اللة سبحانة وتعالى ذلك ( فى صورة الحج الاية 5 ) بسم الله الرحمن الرحيم " ياأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقه وغير مخلقه لنبين لكم ونقر فى الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمرر لكيل لايعلم من بعد علم شيئا" وكذلك فى صورة المؤمنون (الاية 12-16) بسم الله الرحمن الرحيم " ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا أخر فتبارك الله احسن الخالقين ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" صدق الله العظيم. فى هذه الآيات أخبرنا ربنا إخبارا تفصيليا كيف يتحول الجنين من مرحلة الى اخرى قبل ان يعلم علماء الاجنة كيف ينمو الجنين وكيف يتحول من خلية واحدة (بويضة مخصبة ) الى جنين كامل الاوصاف البشرية. ان ما جاء فى سورة الزمر بالاخبار عن خلق أدم واستنساخ حواء منة وانزال اللة لثمانية ازواج من الانعام وربط ذلك بتطور نمو الحنين ونشأتة يجعلنى أتساءل فى نفسى هل المقصود بالانعام هى البقر والضأن والماعز والابل كما ورد فى كتب التفسير؟؟. إن الآمر يحتاج الى اعادة النظر فى معنى الانعام لآنها واقعة بين خلق أدم وحواء وبين خلق الجنين وتشكيله ونشأته خلقا من بعد خلق مما لايتناسب مع تفسير كلمة الانعام بالابل والبقر وغيرها من الحيوانات وكانت هذه الكلمة تتمشى مع سياق كل الايات التى جاء فيها كلمة انعام (بمعنى دواب). بينما الامر فى سورة الزمر مختلف تماما... لذلك إن المنطق والعقل يرفض هذا التفسير ..... البقية فى الطريق للكشف حقائق علمية تتمشى مع تفسيرات لم تخطر على بال المفسرين سابقا