جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جميع التجارب تقول أن ما قبل الوصول إلى الحكم ليس كبعد الجلوس على الكرسي، فالشعارات المنقادة على الشعوب يكشف زيفها بعد مرور زمن، وما توصل إليه الرئيس المصري مرسي في هذه الآونة برسالته الحميمة لرئيس دولة الاحتلال يُبين لنا عكس ما قيل للناخبين.
مرسي في بروتوكوله صنع القرار وجلب لبلاده الأمن والاستقرار، اعترف باللا دولة وقال يا أهلا بدار السلام، خاطب المجرم بصديقي الوفي واستطرد برسالته "هناك رغبة شديدة في طرد علاقات المحبة التي تربط حسن الخط بيننا".
الشاطر "مرسي" صنع بروتوكولا فكسر الحواجز وقارب المسافات، صنع المعجزة من أجل مصلحة البلاد، لأن رغيف الخبز إذا صاحبه الملح ستتكون العِشره، أراد أن يبتعد ببلاده عن العنف فشكل بروتوكولا وضرب المعادلة بكسرة خبز وغَرفه من النيل.
ولأن متطلبات البروتوكول تقتضي التعاون ما بين سيناء وتل أبيب، دمرت أنفاق غزة وقيل بأن هذا للحفاظ على البلاد وصونها من الخطر والإرهاب، وأغلق معبر رفح ورُحّل كل من في المطار لأن الهوية الفلسطينية كانت عار! كما ورفض فتح منطقة تجارية ما بين غزة ومصر لأن أمريكيا لم تخول مرسي بروتوكولا يسمح له بالموافقة على القرار، فكان الشاطر مرسي وبيريز الحمار!
وأيُّ دبلوماسية هي التي تذيق الفلسطيني أنواع العذابات خلال تنقلاته في المعبر بينما في سيناء وعدة محافظات يدخل الإسرائيلي دون تأشيرة.
اعتقد أن حوادث سيناء لا زالت عالقة في ذاكرة المصريين جلهم، حيث إن القاتل هو ذاته الصديق الوفي الذي خاطبه مرسي خطابا حميما، فماذا بقي للرئيس المخلوع مبارك؟!
مرسي لم يدغدغه البروتوكول في الأزمة السورية فقال للرئيس السوري بشار الأسد أرحل لوقف الدماء، وضرب قنبلة الصلاة على سيد الخلق محمد في مؤتمر إيران ليذيق الشيعة ألوان القهر! وكي لا تضيع شعبيته وسط العيون المتجمهرة.
وأتساءل هل أنّ الدبلوماسية تحتم على الخصم، كشف خصره لعدوه؟ وتبادل الغرامات المخادعة؟! إذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أن مصر ستُغتصب ذات مساء لأن الصديق الوفي ليس له أمان، كما أن مداعبة إسرائيل بالغرامات لا يؤثر على علاقتها بقدر ما يعزز الأمان لها لا عليها.
الحكاية ليست في طبيعة الكلمات المختارة، فمحاولة حجب الحقيقة عمن بحثوا عنها تُعرّى زيف هذه الدبلوماسية، في النهاية أليس على مرسي وغيره من الحكام أن يكونوا أكثر دبلوماسية في بيتهم ومع جيرانهم؟! وهل من المنطق أن تكون الدبلوماسية هي أنا وعدوي على بني جلدتي الذي هو قطعة مني؟!
المصدر: الكاتب الفلسطينى : سيف سليم
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد