للعلم ميزه نادرة ومكانة خاصة جعل الله لحامليه درجة عالية ومثوبة سامية وأوصى الحق سبحانه بإتباع العلم حيث قال تعالى [أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ] النساء 59,.. وأولي الأمر الأمراء وعلى رأسهم العلماء وأوصانا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بطلب العلم والحث عليه وفى ذلك الأحاديث مشهورة ومعروفه وبين الله تبارك وتعالى لنا أن صلاح الرعية بإتباع الأمراء والعلماء وان فساد وضياع الرعية بمخالفه الأمراء والعلماء , وبين الأمراء والعلماء صولات وجولات فان صلح الأمراء والعلماء صلحت الرعية وسادها الخير والأمان وان فسد الأمراء وسايرهم العلماء فسدت الرعية وعمها الضياع والخسران وان صلح الأمراء وفسد العلماء أصلح الأمراء بسيوفهم وسلطانهم العلماء المفسدين وما أفسدوه وان فسد الأمراء وصلح العلماء فهنا ساحة الميدان وتستنفر الخيول والفرسان فتلتقي الجيوش في معركة الختام وقد حسم النصر منذ زمان, لمن كان الله معه في الميدان فيا عجبي على طغاة سفكوا الدماء انهارا من اجل كرسي زائل لا محالة وان طال به الزمان ويا عجبي العجاب من علماء سلكوا مسلك الطغاة فرضوا إن يكونوا بهائم يمتطيهم الظلام وخدعوا الخلق بأنهم علماء كبار فإذا بهم عبيد أقزام وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول [إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ ] مسند الصحابة في الكتب التسعة, وقال عليه الصلاة والسلام [إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْزِعُهُ مِنَ النَّاسِ , وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ] مصنف ابن أبي شيبة ,ولهذا قال العلماء الصادقون المخلصون مقوله تكتب بماء الذهب [ كل شي أنت تحرسه وتحميه إلا العلم فانه يحرسك ويحميك ] فالعالم الصادق من يقول ويعمل ما يرضى الله جل في علاه وان غضب عليه الحكام والأمراء لأنه إن قال ما يرضى الله نال رضي الرحمن وحرس نفسه من خزي الدنيا وحماها من عذاب النار فهذه هي ثمرة العلم وهى المقصودة من طلب العلم وتعلمه تلك السنين الطوال فكان العلم بحق فارس الميدان .