في عالم اللاشييء حيث المقياس مقلوب , وكل من لا قيمة لفكره او لفنه يصبح ابداعا , ومبدعا , والهاما وملهما , تضيع معاني الكلمات , ويصبح الحق باطل والباطل رمزا , والناس نيام , والهوام قيام , ويتحول البشر الى نموذج متكرر , في العواطف وردود الافعال , ويتسابق هؤلاء في تقديم التنازلات , لانهم لا يملكون غير التنازل وكلما قدموا تنازلا , قادهم الى تنازلات , حيث تصل نفوسهم الى دركات سفلى , ويصبحون لاشيئ , مجرد كائنات , ليس لها ماض , ولا تدرك حقيقة المستقبل حيث لا مشاعر , لا أحلام ولا طموح .
هي مثلهم , تتسابق للتنازل , وليس لدى امراة من شيئ تقدمه الا جسدها , ولكي تثبت ولائها للمنظومة صارت تتنازل اكثر واكثر حتى تلاشت في اللازمان المكاني في عالم اللاشيئ, أما هو فكل شيئ كان ضده ويرغمه على تقديم التنازلات , لكنه رفض فعاش في جحيم اللاشيئ حيث الكل ضده وهو يقف مفردا
بلا رداء , هو لا يعلم ما الحل او كيف الخلاص , غير ان نفسه ترفض , لكن ماذا بعد الرفض , لا جواب.
ظل هو كسؤال .... ماذا ... لماذا ... الى متى ؟
ليس أحد مثله , أو قد يكون لكن لم يجد ...
صار يمشي يبحث في الوجوه , كلها متكرره , نسخ متشابهه في المضمون وان اختلفت الملامح , كيف ذاك يارب وانت قلت وقولك الحق , خلق لكم من انفسكم ازواجا ... يارب هذا سؤالي المفتوح ... ارجو الاجابة
سنوات مضت , لا جواب .
هو يعلم ان الحل بسيط كي يعيش سعيد , كان يقرأ ان هناك ملكا في احدى الازمان قام ساحر بطلسمة بئر المملكه فكل من شرب منه اصيب بلوثة , حتى الملكة لم تنجو وبقي الملك , واتهموه بالجنون , وحين ازف الامر شرب فصار مثلهم وارتضوه ملكا لهم . معادلة بسيطة , كم حدثته نفسه بهذا الامر وان الالم سيكون في اول مرة ثم بعد ذلك سيتحول الشعور الى نشوه والعذاب الى لذه , وبحر النعيم الذي حرم منه مكرها , والنساء اللائي يقلينه سيرغبن فيه , بل سيصبح ملكا لكل تلك الهوام , لكنه أبى .
وصارت قصته بلا نهاية.