لماذا التدخل المبكر مع الطفل المعاق ذهنياً ؟
– يمر الطفل الذي لديه متلازمة داون بنفس مراحل النمو الارتقائي التى يمر بها الطفل الطبيعي إلا أنه يحتاج إلى مجهود أكثر وفترة أطول للتدريب علي اكتساب المهارات المختلفة لمراحل النمو التى يمر بها الطفل الطبيعي , ويجب أن نشير إلى أن تدريبه على هذه المهارات في مرحلة مبكرة من العمر يساعد على اكتساب تلك المهارات في وقت مبكر وبالتالي تقليل الفجوة بينه وبين الطفل الطبيعي عن طريق التعرف على إحتياجاته وتوفيرها له مما ينعكس علي قدرة الطفل على الإعتماد على نفسه والتفاعل مع المجتمع المحيط به وبالتالي تقبل الأسرة والمجتمع له .
– أهمية التدخل المبكر مع أطفال متلازمة داون :
1- سهولة تعليم الطفل في مراحل العمر المبكرة وإكسابه المهارات المختلفة في حين صعوبة هذا الأمر في مراحل العمر المتقدمة .
2- مساعدة الطفل على الإعتماد على نفسه وممارسة حياته الإجتماعية مما يساعده على تقبل الأسرة والمجتمع له والحصول على حقوقه كإنسان يعيش في المجتمع لديه بعض القدرات والإمكانيات التى يجب أن تكتشف وتنمى .
3- مساعدة الأسرة على تقبل الطفل والتعامل معه عن طريق التعرف على قدراته واحتياجاته والعمل على تلبية تلك الاحتياجات مما يساعد على وجود جو أسرى مناسب للعمل مع الطفل .
4- التعامل مع المشكلات السلوكية المختلفة والتى تكون الإعاقة سبباً أساسياً فيها ومحاولة التغلب عليها بمساعدة الأسرة .
– وكما أن التدخل المبكر مع الطفل له أهمية بالغة لتنمية مهاراته فإن التدخل المبكر مع الأسرة وخاصة الأم لا يقل أهمية عنه فالأسرة هي أول من يستقبل الطفل ويحاول مساعدته عن طريق المراكز الطبية ومراكز الإعاقة المختلفة ويكون لدى الأسرة شعور كبير بالمسئولية تجاه هذا الطفل الذي لا يعرفون كيف سيتعاملون معه وماذا سيكون مصيره ولا يتوقعون منه أي قدرات أو مهارات وبالتالي فمن وجهة نظرهم عليهم رعايته رعاية كاملة وتدليله وتوفير كافة وسائل الراحة له ومعاملته معامله خاصة مما يؤدى إلى مشكلات سلوكية تعرقل فيما بعد تدريب الطفل على المهارات والأنشطة المختلفة وإكسابه إياها .
– ومن هنا كانت أهمية العمل مع الأسرة لتعريفهم بحالة الطفل وكيفية التعامل معه والتعرف على إمكانيات وقدرات الطفل والعمل على تنميتها .
– وتأكيدا على ذلك نحرص على اشتراك الوالدين أو على الأقل الأم في تقييم الطفل للوقوف على مستوى قدراته ومهاراته في المجالات المختلفة للنمو والتى يجب تنميتها وهى (تنبيه الرضع – الإدراك – الحركة – الرعاية الذاتية – التنشئة الإجتماعية – اللغة) وذلك بإستخدام قائمه إرتقائيه تسمى (البورتيج) ثم تصميم برنامج لتنمية قدرات الطفل طبقاً للتقييم الذي تم عمله وتدريب الطفل على مهارات وأنشطة مختلفة لتنمية مهاراته في تلك المجالات , ويتم تنفيذ البرنامج في صورة جلسات تشترك فيها الأم ويتم تدريبها أيضاً مع الطفل على كيفية إكسابها الطفل لتلك المهارات وتدريبه على هذه الأنشطة المختلفة وعن طريق الأم يتم التعرف على إمكانيات باقي أفراد الأسرة
(الأب – الأخوات –الجدة………إلخ) للوصول إلى أفضل النتائج .
ما هو التدخل المبكر :
ويتضمن التدخل المبكر تقديم خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية للأطفال دون السادسة من عمرهم , وهم الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر , وبالرغم من أن الأطفال الصغار في السن الذين لديهم إعاقة أو تأخر يشكلون فئات غير متجانسة الا أن هناك أوجه شبة كبيرة في الخدمات التي يحتاجون إليها فهم يحتاجون إلى النمو بطريقة سليمة تضمن تفاعلهم مع بيئتهم ولا تعزلهم عنها , وكذلك فإن برامج التدخل المبكر تركز بالضرورة على تطوير مهارات أولياء الأمور , وقدراتهم لمساعدة أطفالهم على النمو والتعلم وفقاً لما يعرف بالخطة الفردية لخدمة الأسرة .
كيف تساعد أسرة لديها طفل داون ساندروم من خلال برامج التدخل المبكر ؟
أن من أكثر المعلومات الخاطئة شيوعاً أن الطفل المعاق غير قابل للتعليم أو غير صالح للتدريب , فلقد أثبتت الدراسات أن البيئة لها تأثير كبير على هؤلاء الأطفال , ويمكن تنمية بعض قدراتهم وتعليمهم بعض المهارات وفق إمكانيات كل منهم ويمكن أن تحدث تغيير في معتقدات كل من الآباء والمدرسين تجاه الطفل المعاق من خلال :
– إدراك الوالدين لإمكانيات الطفل وقدراته وتقديرهم لهذه الإمكانيات دون التركيز على اوجه الضعف فقط .
– أتاحة الفرص المتكررة للطفل المعاق للتفاعل والاحتكاك بمن هم في مثل عمره من غير الذين ليس لديهم نفس القدرات والمواهب .
– وضع توقعات واقعية لأداء الطفل المعاق في ضوء قدراته وإمكانياته .
– اتاحة الفرصة للطفل لتنمية التعليم الذاتي المباشر والذي يشمل المشاركة في انتقاء الأهداف وتحديدها .
– البحث عن الخدمات التعليمية التي تعمل على تعزيز وتطوير إمكانيات الطفل وعلاج أوجه الإعاقة والعجز بصورة مبكرة كلما أمكن .
ويظهر تأثير الوالدين في البرامج الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الآتي :
– لا يؤخذ في الاعتبار أي برنامج للأطفال المعاقين ألا مع وجود تأثير فعال من قبل الوالدين في تعليم أبنائهم فتدخل والده الطفل يعتبر أمراً هاماً وحيوياً .
– إن المرونة والتفرد اللذين يتصف بهم تدخل الآباء أمران في غاية الأهمية فآباء الأطفال المعاقين يختلفون عن بعضهم البعض في مدى تفهمهم وقبولهم للطفل المعاق ومدى استعدادهم للتدخل في البرنامج التعليمي لأبنائهم .
– أن اشتراك الآباء في برامج تعليم أبنائهم المعاقين قد يكون له أثراً إيجابي على أطفالهم غير المعاقين فمثلاً إذا تعلم أب استخدام أسلوب معين له تأثير تدعيمي إيجابي مع ابنه فإنه يمكن استخدام هذا الأسلوب بنفس التأثير مع أبنائه غير المعاقين .
– هناك عدة مستويات للمشاركة من قبل أولياء الأمور يمكن على أساسها أن يطور المدرسون برامجهم بحيث يمكن الأباء من الانتقال من مستوى إلى آخر أكثر تقدماًً.
– إن خوف الأهل من الوقوع في الأخطاء يجعلهم يحجمون عن عمل أي شئ وبعد عدم وعيهم بقدرات الطفل ولقد أثبتت الدراسات أن الإهمال أو السلبية أو الخوف من المحاولة تفقد الطفل فرصاً كثيرة للتقدم والتحسن من مهارات وقدراته .
المراجع :
تعليم الأنشطة والمهارات لدى الأطفال المعاقين عقليا , دار الفكر العربي , القاهرة 1999م
جمال الخطيب , منى الحديدي : ( التدخل المبكر ) دار الفكر عمان , الأردن , 1998م
ساحة النقاش