<!--
رعاية الموهوبين
أولاً: تعريف الطالب الموهوب:
هو الطالب الذي تتوفر لديه استعدادات وقدرات غير عادية، وأداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع (إبداع- ابتكار- تحصيل علمي- قدرات خاصة).
ثانياً: صفات الموهوبين:
1- في مجال التعلم:)لديه مصطلحات لغوية تفوق مستوى عمره- معلومات كبيرة- سرعة في البديهة- قوة في الذاكرة- نفاذ البصيرة- دقيق الملاحظة- كثير القراءة والمطالعة ).
2- في مجال الإبداع: محب للاستطلاع ويسأل عن كل شيء - لديه أفكارٌ وتتسم إجاباته بالذكاء - يعبر عن رايه ولا يخشى النقد - يحب اكتشاف الشيء الغامض- واسع الخيال وذواق للجمال- يدقق في التحليل والتعليل قبل قبوله- يتمتع بروح الدعابة والفكاهة ).
في مجال القيادة والمبادرة: ( كفء في تحمل المسئولية- ذو ثقة كبيرة بنفسه- جرئٌ في التحدث أمام الجمهور- محبوبٌ بين زملائه يألف، ويؤلف من الجميع- مرنٌ في التفكير والتعامل- اجتماعي ولا يفضل العزلة- يشارك في معظم الأنشطة، ويدير التي يشارك فيها).
في مجال الدافعية والإنجاز: ( يسأم من الأعمال الروتينية ويسعى إلى إتقان إيِّ عمل يوكل إليه- يحب العيش بطريقة منظمة ويميز بين الخطأ و الصواب والحسن والردئ- يهتم بأمور الكبار ).
اكتشاف الطلاب الموهوبين:
س: هل نسطيع التعرف على الطلاب الموهوبين من خلال التحصيل الدراسي وحده ؟
ج: لا، فالتحصيل الدراسي ليس كافيا للتعرف علىالطلاب الموهوبين، وذلك بسبب:-
1- أنّ الاختبارات تركز على تقويم تحصيل الطالب العادي.
2- تركيزها علىالعمليات العقليةالدنيا: ( الحفظ- الاستيعاب- التذكر).
3- عدم تركيز الاختبارات علىتقويم العمليات العقلية لدى الموهوب (كالقدرة على التحليل- التركيب- الاستنتاج- جوانب الإبداع).
وهناك قصة تؤكد على ذلك:
التحق طفل بمدرسة البلدة، التي لم تلقن التلاميذ في ذلك الوقت أكثر من القراءة والكتابة والحساب، وكانت المدرسة تستخدم العصا في حث الأولاد الكسالى والمبطئين والبلهاء، وكان المعلمون عاجزين تماما عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد، والذي كان يجلس ثم يرسم صوراً، ويتلفت حوله وقد يصغي إلى ما يقوله كل واحد من معلمية، وكانت هناك أسئلة سهلة توجه إليه، ولكنه يابى أن يجيب علىأحدها، وذات يوم زار الموجهُ الفصلَ فحكى له المعلم شاكياً :( إن هذا الطفل أبلهٌ، لا يستحق البقاء في المدرسة ).
وبمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالما ذائع الصيت إنه (توماس أديسون) المخترع الأمريكي (اخترع المحرك الكهربائي- المصباح - الخيالةوالفوتوغراف).
ولذلك فإن اكتشاف الطلاب الموهوبين يكون عن طريق مجموعة من الوسائل:
1/ الدرجات التحصيلية - الصفات الصفية- تقديرات المعلمين وأولياء الأمور- نشاطات الطالب وقدراته الخاصة- مقاييس الذكاء الفردي.
2/ التنسيق والتعاون مع معلمي الطلاب الموهوبين في تقديم الرعاية العلمية والعملية المناسبة لهم.
الالتقاء مع أولياء أمور الطلاب الموهوبين وتعريفهم بقدرات وخصائص أبنائهم حتى يساعدوهم.
3/ توفير المعلومات والمراجع والبحوث التي يرغبون في الإطلاع عليها ودراستها.
4/ إتاحةالفرصة أمام الطلاب الموهوبين لإبراز مواهبهم عن طريق الأنشطة المدرسية المختلفة.
5/ مساعدتهم في حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية التي قد تحد من نموهم ونمو قدراتهم ومواهبهم.
نبذة تاريخية عن رعاية المتفوقين:
- الدولةالتركية هي أول دولة في التاريخ عملت على استثمار المواهب في البلاد التي فتحتها، و قد اهتمت بجميع أنواع المواهب.
- تلت الدولة التركية دولة أمريكا حاليا، وسارت على خطتها في استثمار المواهب من جميع أنحاء العالم، عن طريق الإغراء بالمال.
- في مصر في القرن التاسع عشر قام محمد علي باشا بإرسال الموهوبين إلىالبعثات في الخارج، وإلى هؤلاء يرجع الفضل في التقدم في تلك الفترة.
- في روسيا كانت الدولة تعطىالموهوبين عناية خاصة، وتقوم بتعليمهم الشيوعية، والعلوم والرياضيات.
وعندما أطلق الروس أول قمر صناعي في عام 1957م، اندفع المجتمع الأمريكي نحو الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، وأرجعوا السبب في كونهم في المركز الثاني بعد روسيا، إلى عدم وجود برنامج للبحث عن الموهوبين.
رعايةالمتفوقين في الوقت الحاضر:
اختلف العلماء حول رعاية الموهوبين، فبعضهم يرى أنّ هناك حاجة إلى مدارس وبرامج خاصة، بينما يفضل البعض الآخر البرامج العادية مع الإسراع في قطع المراحل التعليمية في مدة أقل، وهناك فريق ثالث يفضل أن يكون التعليم على الإثراء في البرنامج العادي أو التوسع فيه.
أهم الطرق والاتجاهات لرعاية الموهوبين:
1 - زيادة المعرفة واكتساب المهارات بما يتناسب مع الموهبة والقدرة وذلك عن طريق تعميق المناهج الدراسية الخاصة بالمتفوقين.
2- توفير المدرس الذي يفسح المجالات المختلفة للتفكير النقدي ومن صفاته (أن يكون متفوقا ، أن يؤمن بالتعليم- أن يُلمّ بالنواحي النفسية- يقدِّر التفوق والابتكار- يجيد طرق التدريس- يستطيع قيادة المتفوقين).
3- توفير طرق التدريس المناسبة التي تتحدى تفكيرهم.
4- تنمية الصفات القيادية الصالحة عن طريق الندوات والنشاط الاجتماعي والثقافي.
5- تقويم الطلاب المتفوقين ( أن يكون لكل طالب سجل يوضح فيه تقدمه، وأن تجري الاختبارات وفق تنظيم معين، وعمل رسم بياني يوضح تقدم الطالب).
6- الرعايةالتربوية والنفسية وذلك بالتعرف على ميولهم والعمل على تنميتها من خلال الأنشطة التربوية.
7- الرعاية الصحية: بأن يفحص فحصا طبيا شاملا حتى إذا ظهر ضعف معين يعيق استخدام الطالب لموهبته أمكن التصرف.
8- الرعاية الاجتماعية: عن طريق تقديرهم ومعالجة ما يقابلهم من مشكلات في ميادين (العلاقات الأسرية أو المدرسية).
الممارسات التعليمية لمواجهة خصائص الطفل الموهوب:
1/ الطفل الموهوب يتعلم بمعدل أسرع من الطفل العادي: وهذا يتطلب قدرا أقل من التكرار، فإذا تمكن من الانتهاء من كتاب القراءة خلال أيام فإنه لايحتاج إلى مساعدة معلم في تحليل الخطوات التي توصّل من خلالها إلى نتيحة معينة.
2/ القدرة على الاستدلال أعلى: ولذلك فإن الطالب الموهوب يحتاج إلى مساعدة المعلم في تحليل الخطوات التي توصل من خلالها إلى نتيجة معينة، ولكن بصورة أقل من غيره.
3/ يمتلك ثروة لفظية أوسع من الطفل العادي: فيتساءل وعلىالمعلم أن يشبع هذه الرغبة لديه.
4/ لديه كم واسع من المعلومات: فهو يسأل كثيرا، مما يسبب الضيق للمعلم الذي يريد شرح موضوع معين، مرتبط بمنهج محدد.
5/ يتميز بدرجة من حب الاستطلاع: فهو يميل إلى معرفة السبب، ويمكن للمعلم أن يستخدم ذلك كنوع من الدافعية (يشبع لديه الرغبة).
6/ يتمتع بمدى واسع من الميول والاتجاهات: وعلى المعلم محاولة كشف هذه الميول والعناية بها، قدر المستطاع.
7/ قد يكون ناقدا وغير راض عن مستوى إنجازه: (علىالمعلم أن يساعده على أن يكون مقتنعا وراضيا عما يفعله في كل مرحلة من مراحل نموه).
8/ يظهر قدرات ابتكارية: فقد بقدم اقتراحات جديدة ومبتكرة تلقىالقبول والتقدير وقد يتطلب من المعلم قدراً من المرونة كي يحول الاراء والمقترحات الفجّة إلى آراء صالحة ومفيدة.
إدارة صف الموهوبين
التفاعل الصفي ينقسم إلى:
1/ تفاعل صفي محوره المعلم (ويقوم المعلم فيه بدور الملقن).
2/ تفاعل صفي محوره الطالب (مشاركة متزايدة للطلاب- إرشاد متناقص من قبل المعلم فلا يتدخل إلا لتوضيح الأفكار وإدارة دفة الحوار والمناقشة).
وتوجد بعض الإجراءات الصفية التي تجعل الطالب الموهوب محور الدرس وتساعده على التفكير ومنها:
1/ عدم احتكار وقت الحصة من جانب المعلم (كلما طال وقت تحدث المعلم كلما زاد دور الطالب الموهوب خمولا).
2/ طرح الأسئلة الجيدة: فالسؤال الجيد دعوة للتفكير، لأنه يستثير الطالب، ويتولد عنه مجموعة من الأسئلة.
3/ استخدام طرق التدريس الجيدة التي تناسب الموهوبين، مثل(طريقة حل المشكلات-الحوار).
4/ المشاريع العلمية: ينجز جميع الأفراد مشروعا واحدا يقوم كل عضو بأداء نصيبه من العمل.
5/ ترتيب مقاعد الطلاب: عدم التقيد بالطريقة التقليدية في جلوس التلاميذ.
استجابات المعلم من حيث تأثيرها على تفكير الطالب الموهوب تنقسم إلى:-
أولاً: استجابات تعيق عملية التفكير وهي:
1/ الانتقاد: بمعنى إذا استجاب المعلم لفكرة طرحها الطالب باستخدام ألفاظ سلبية (ضعيف - خطأ - غير صحيح).
2/ المديح: عدم المبالغة. المبالغة في المديح قد يعيق التفكير إذا تم استخدامه بصورة مغلوطة فإذا قلنا للتلميذ (رائع، ممتاز، عبقري) فإن الإجابة تتوقف عند هذا الحد ولا تتطور. فالمديح مستحق بدرجة كبيرة في الحالات الآتية: (الطالب المتردد، طلبة الصفوف الدنيا)
ثانياً: استجابات تفتح آفاق التفكير للطالب الموهوب:
1/ الصمت والانتظار بعد طرح السؤال، ولذلك مزايا:(زيادة مشاركة التلاميذ- عدم التسرع- التفكيرالمستمر- تقوية شعورهم بثقة المعلم فيهم).
2/ التقبل: أي الشعور بالأمن وعدم التهديد وتقبل المعلم لهم، وله مستويات وهي:-
أ/ التقبل السلبي: وهو إشعار الطالب أن ما قاله قد سمع دون تعليق.
ب/ التقبل النشط: وهو أعلى من السلبي وفيه يقوم المعلم بإعادة صياغة أو تلخيص إجابة الطالب دون تغيير المعنى.
ج/ التقبل التقويمي: وهو أفضل الأنواع وفيه يظهر المعلم جوانب القوة وجوانب الضعف في الإجابة.
د/ الإرشاد لمصدر المعلومة: إرشاد التلاميذ إلىمكانوجود المعلومة وكيفية استخراجها.
<!--<!--
ساحة النقاش