المصدر: هاني خليل عابد - أسباب الفلاح كثيرة في القرآن الكريم , ومن الطبيعي أن نجد سنن الفلاح وأسبابه مبثوثة في ثناياه, وما علينا إلا أن نقف عندها، ونتأمل فيها، طالبين من الله أن يوفّقنا للعمل بما جاء بها ومن تلك الأسباب التعامل مع القصص القرآني بمنهجية علمية، تزودنا بالبصائر وتدلنا على مواطن العبر وأسباب الخير . ولا بد من التأكيد على ما يلي : 1- مصداقية القصص القرآني فهو قصص حق، وليس حديثاً يفترى قال تعالى "إنّ هذا لهو القصص الحق" (آل عمران:62 ) فهو قصص صادق يجعلنا نقف على سنن النهضة، وعلى الحضارات المتعدّدة ومجالات نهوضها، وأسباب سقوطها فنتخلق بالفضائل ونتخلى عن الرذائل 2- دعا القرآن الكريم إلى الانتفاع من قصص الأمم السابقة وقصص الأنبياء وأخذ العبر والدروس قال تعالى "لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثًا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيءٍ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" ( يوسف 111). ومن روائع بلاغة القرآن الكريم أنّ قصة يوسف عليه السلام هي قصة النبي الوحيدة التي ذكرت من أولها إلى آخرها في سورةٍ واحدة وذلك لأنّ البيان القرآني عندما تحدث عن يوسف بقوله "لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسائلين" ناسب أن يذكر قصته بشكلٍ متكاملٍ، وان لا يؤخر البيان عن وقت الحاجة إليه. 3- من علل من يتعامل مع القصص القرآني أنه ينشغل أحياناً في الجزئيات على حساب الكليات, وينشغل بالشكليات عن المضمون، ومثال ذلك عندما نقرأ قوله تعالى في سورة يس "وجاء من أقصا المدينة رجلٌ يسعى, قال يا قوم اتبعوا المرسلين" (يس 20) فنجد البعض ينشغل بمعرفة اسم هذا الرجل الذي قيل بأنّ اسمه حبيب، والبعض راح يبحث عن مهنته وهل كان نجاراً أم قصاراً , وأرى بانّ هذا الاتجاه في التعامل مع القصص القرآني يضعف الاعتبار من هذا القصص، ويشغل الفكر بقضايا ليس من المهم التعرف عليها. ألم يكن من الأولى أن نستلهم الأسس الحضارية من هذه القصص فقوله تعالى "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى" ألا يدل على أن المرسلين الذين أرسلهم الله إلى تلك البلاد كان لديهم من النّشاط وحب نشر الخير بلغ بهم أنهم أعلنوا عن دعوة الخير في كل بقاع القرية التي دخلوها، بدليل أنّ هذا الرجل الذي ناصرهم وصف القرآن مجيئه بأنّه جاء من أقصى المدينة، ففي هذا دلالة على أن المرسلين بذلوا غاية جهدهم، وفي هذا درسٌ لنا جميعا أن نقوم بمسؤولياتنا بهمةٍ ونشاطٍ واذكّر هنا بالحديث النبوي الذي يدعو للبعد عن العجز فيقول عليه الصلاة والسلام: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل ، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان
SuLTAN2

منى عبده عبد الغفار

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2010 بواسطة SuLTAN2

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,700