الكلمة الطيبة
ماهي الكلمة الطيبة ؟
هي الكلمة التي يُرى لها مفعولاً جليا , ولا يُسمعُ لها ضجيجا صادراً عنها .. أي تُحدث الاثر البالغ بأقل الانفعالات .. هي كلمة مباركة .. تؤلف القلوب .. يشتاقها السامع .. وتتعدى بنفعها مئات العظات الجافة .. الكلمة الطيبة .. تخرج من قلب طيب .. فالاناء بما فيه ينضحُ .. أي لا تجد قلبا فاسدا ينبت كلاماً طيبا للنفس السوية مقرباً .. والكلمة الطيبة .. يهدي الله اليها من يشاء من عباده بل وربطها الرحمن الرحيم بصراطه المستقيم .. قال تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (الحج : 24 ) .. لذا فهي فضل ومنّه من رب العباد .. وهي تصعد الى السماء بأمر الله وتُقبل باذنه جل وعلا .. قال الله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر : 10)
الكلمة الطيبة
لها مزايا عديدة تقرب القلوب وتذهب حزنها وتمسح غضبها وتشعرنا عندما نسمعها أننا في سعادة وحبذا لو رافقتها ابتسامة صادقة
الكلمة الطيبة
<!--هي التي تسر السامع وتؤلف القلب
<!--هي التي تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين
<!--هي التي تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
<!--هي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر
خصائص الكلمة الطيبة
أنها جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس وجميلة في اللفظ والمعنى ويشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب ونتائجها، مفيدة، وغايتها بناءة، ومنفعتها واضحة قال تعالى: ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون .
الدعوة إلى الكلمة الطيبة في القرآن الكريم
قال الله تعالى :- وقولوا للناس حسناً
وقال سبحانه:-وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
وقال سبحانه : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
الدعوة إلى الكلمة الطيبة في السنة النبوية
قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة
قال صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات …… وقال: والكلمة الطيبة صدقة وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ...... فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.
كلمات بسيطة لكنها جارحة
لاحظت أن هناك أشخاص يتلذذون ويتعمدون جرح الآخرين في حديثهم فهؤلاء الأشخاص لا يراعون مشاعر الآخرين و يلقون كلمات بسيطة لكنها جارحة ويشعرون بسعادة عندما يرون دموع الآخرين .
هؤلاء لا يعلمون بأن الكلمة الجارحة مثل السم الذي يقتل الإنسان ببطء فألا يعلم هؤلاء بأن الكلمة الطيبة صدقة ..و إنها مثل البلسم الذي يشفي جروح الآخرين ومثل الماء الذي يروي الظمآن . وبأنها ترفع من معنويات الإنسان وتشعره بقيمته كانسان .
لماذا نجرح الآخرين ونتناسى بأنهم بشر من لحم ودم وبأن لهم مشاعر وأحاسيس ؟
لما لا نقدر و نحترم مشاعر الآخرين مثل ما نقدر ونحترم مشاعرنا ؟
قد تقول لشخص ما بأنه متخلف أو معقد او غبي على سبيل المزح أو النقد ولكنك لا تعلم بأنك تجرحه و تحط من قيمته كانسان خاصة إذا كان شخصا حساسا ، وعندما تسمع حديث لأشخاص يتناقشون فانك تجد سيلا من الكلمات الجارحة وكأن هذا الكاتب أو الشخص الذي يتحدثون عنه حجر لا يشعر ولا يحس ، و لم لا نستخدم الكلمة الطيبة في المزح و في النقد وفي حديثنا بدلا من التجريح و الاهانه أم انه يجب جرح الآخرين حتى نكون نقاد ناجحين وأشخاص مرحين .
فإذا كنت تريد أن تكون شخصا محبوبا أو ناقدا ناجحا فعليك بالكلمة الطيبة فهي تدل على حسن و سمو خلق الشخص ولباقته ، أما الكلمة الجارحة فإنها تدل على خبث و دناءة الشخص.
فلتبتعد أيها الناقد و الإنسان عن الكلام الجارح لتسمو بروحك عن الكلام الجارح و الدنئ لتصبح إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى
فوائد الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة شعار لقائلها ودليل على طيب قائلها
الكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة
الكلمة الطيبة تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
الكلمة الطيبة تصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله: إليه يصعد الكلم الطيب
الكلمة الطيبة من هداية الله وفضله للعبد، قال تعالى : وهدوا إلى الطيب من القول
الكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة
تطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين
إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يعلمها إلا الله .
ماهية الكلمة الطيبة كمثال ؟
كانت مجموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بين الغابات و فجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق ، تجمع جمهور الضفادع حول البئر و لما شاهدا مدى عمقه صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما كالأموات ... تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة و طاقة وأستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة , أعتراها اليأس فسقطت إلى أسفل البئر ميتة ، أما الضفدعة الأخرى فقد دأبت على القفز بكل قوتها ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع بها طالبين منها أن تضع حداً للألم و تستسلم للموت و لكنها على عكس ماهو متوقع أخذت تقفز بشكل أسرع و بكل قوة وحماس حتى تعلقت بصخور ناتئه ووصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج ... عند ذلك سألها جمهور الضفادع : أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا ؟ شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي لذلك كانت تظن و هي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت ..... ثلاث عظات يمكن أخذها من القصة هي : -
أولاً : قوة الموت و الحياة تكمن في اللسان ، فكلمة مشجعة لمن هو في الأسفل قد ترفعه إلى الأعلى وتجعله يحقق ما يصبو إليه بشكل غير متوقع.
ثانياً : أما الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل فقد تقتله ، لذلك أنتبه لما تقوله و أمنح الحياة لمن يعبرون في طريقك أو فقط التزم بالصمت.
ثالثاً : يمكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له وأعددت نفسك لفعله فقط لا تدع الآخرين يجعلونك تعتقد أنك لا تستطيع ذلك.
ساحة النقاش