سـارة البوزيد

متخصصة في التربية خاصة , الإعآقهَ السمعيه»♥

 



سارة محمد البوزيد - الظهران

يقول أحدهم : أسمع صوت الآذان فأذهب لأتوضأ متجهاً إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة , أصل إلى المسجد ولكن لا أتمكن من الدخول ! والسبب ! ازدحام أحذيّة المصلّين أما باب المسجد ليعيق ذلك دخولي للمسجد بواسطة الكرسي المتحرك , فتفوتني صلاة الجماعة لأعود أدراج ما كنت.

وأخرى تقول: أذهب في نزهه مع أهلي وإخوتي إلى أحدى الأماكن العامة لقضاء وقت ممتع , وعندما نقف أمام بوابة المكان المقصود , تبدأ معاناتي الدائمة والممثلة في صعوبة النزول من السيارة لكوني من ذوي الإعاقة الحركية , مما يسبب ذلك لفتاًً لأنظار من قصدوا المكانَ ذاته , وقد أتكشف ويظهر جزء من ساقي ويتنغص يومي كله بسبب ما تعرضت له من إحراج.

البيئة والمكان الذي يعيش فيه الإنسان في تطور مستمر , لم يكن ذلك عبثاً بل كان سعياً لتذليل صعاب كثيرة تواجه الانسان في حياته , وكان في ذلك حلول لكثير من المشكلات التي تمثل عائقاً لاحتياجاتنا الأساسية من طعام أو شراب أو مسكن والكمالية من ترفيه وتسوّق وتنزّه.

ماذا لو كان لدينا احتياجاًً خاصاً نحتاج تسهيلاًً من أجله , أليس ذلك أساساًً في الحياة ؟ وماذا لو غاب ذلك وأصبحت تتألم في كل موقف بسبب عدم وجود التسهيل الملائم للموقف الذي تتعرض له ؟

قد ننزعج عندما نرى أعمال الصيانة وقد أغلقت الطرقات وذلك لأن السير على طريق ممهدّ سواء بالسيارة أو مشياً على الأقدام أمراً ضرورياً لدينا , فكيف بمن لا تناسبه أرصفة الشوارع لاعتماده على الكرسي المتحرك في السير !

كيف يكون لأحداهن أن تذهب لأي مكان ليعيق الرصيف المرتفع سيرها بالكرسي المتحرك وتنتظر أن يمرّ أحدهم لتطلب منه مساعدتها على الصعود ؟ أليس من حقها التنقل دون مساعدة أحدهم ؟

وأخرى كفيفة تواجه صعوبة في دراستها للمقررات الجامعية بسبب عدم توفرّ مكتبة لكتب برايل مما يضطرها لترجمة تلك الكتب بمبالغ باهضه تصل إلى آلاف الريالات وفي الاختبارات الجامعية تواجه صعوبة في ضرورة توفير متطوعة تقرأ لها الأسئلة , والعديد من الصعوبات الحياتية التي تواجه الكثير منهم.

تطويع المخارج والمداخل للمرافئ العامة والدوائر الحكومية والمساجد بوجود منزلق لسير ذوي الاحتياجات الخاصة أمر ضروري جداًً , وتوفير سيارات مخصصة لهم , اضافة إلى إلزام الجامعات بتوفير كتب تتناسب وكفيفي البصر وتوفير مترجمين لغة إشارة لفاقدي السمع لضمّهم للجامعات وغيرها من التسهيلات أمام الصعاب التي تواجههم كفيلة بأن تجعل منهم أشخاصاً كاملي الاعتماد على أنفسهم , قادرين على القيام بشؤونهم دون مساعدة كائناً من كان.

تجهيز الأماكن العامة بما يتناسب مع جميع فئات المجتمع مطلب أساسي من مطالبهم , فالوطن ملكٌ للجميع ومن حق أي فرد أن يتمتع به كما يتناسب وقدراته واحتياجاته , تحدثت عنهم لعلّي أصل بصوتهم إلى كل من له يدّ في التغيير , فليس ذلك صوتي فقط , إنه (صوت المعاق).

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
3 تصويتات / 524 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2012 بواسطة SaraMohammad

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,337