سـارة البوزيد

متخصصة في التربية خاصة , الإعآقهَ السمعيه»♥

سارة محمد البوزيد
الظهران

ذات يوم كنت ذاهبة إلى موعد في الأحوال المدنية، وبينما نحن جلوس لفتت نظري فوضى كانت في غرفة المتخصصات بتصوير المراجعات لإصدار بطاقة الأحوال المدنية, امرأة في الستين من عمرها تتحدث بصوت عال وغير مفهوم، كل ما يصدر منها أصوات لا تشكل أي جملة أو كلمة مفهومة, كانت المرأة منزعجة تحرك يديها بإشارات لا يعيها من كانت تتحدث معهن, قالت لها إحدى الأخوات المسؤولات: أين ابنتك؟ لماذا لم تأت؟ ".. ما ينفع كذا لازم تجي بنفس الموعد".
تشير الأم بيديها بتعب واجتهاد ولكن! لا شخص يعي مدلول ما تتحدث به من إشارات, بعد ذلك نوديَ باسمي للتوجه نحو غرفة التصوير، وعندما ذهبت هناك ورأيت تلك المرأة استطعت معرفة ما تقول، حيث إنها كانت تريد إخبارهن أن ابنتها متعبة وتعاني من حمى حالت دون قدومها للموعد المحدد لها لإصدار البطاقة, أخبرت المسؤولة عن ذلك وانتهى الموقف بإصدار موعد آخر لابنتها.
مواقف متكررة في الحياة اليومية تحدث مع من أصيبوا بالصمم, في القطاعات الحكومية والخاصة, في المستشفيات والمجمعات وغيرها, ما إن يشرع أحدهم في التعبير عن حاجته حتى تلاحقه نظرات التعجب والاستغراب، يلي ذلك عدم فهم ما يريد طلبه والتعبير عنه, والنتيجة ينصرف ويعود أدراجه دون الحصول على ما خرج من أجله.
كل ذلك يدفع البعض منهم إلى العزلة عن السامعين وتفضيل الحديث مع الصم دون غيرهم, كما يبخس حق الأصم في الحصول على حاجاته دون أي عائق يحول والتواصل مع المجتمع من حوله.
لو خصص المسؤولون في المستشفيات والأسواق والمجمعات وغيرها من هذه القطاعات مترجمين ومترجمات للغة الإشارة يهتمون بمساعدة من يأتي من الصم, لكان ذلك كفيلا بتحقيق رغبة الصم في الحصول على ما يريدون دون أي عناء يذكر, كما أنه قد يعود بفوائد ماديّة لأصحاب تلك القطاعات باستقطاب وإقبال فئة الصم لهم.
الصم شريحة من المجتمع، وبنا وبهم ينهض المجتمع وينمو, فمتى ما حرص المجتمع على توفير احتياجات كافة أفراده كان ذلك كفيلاً للعيش بعزة وكرامة.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 204 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,337