؛؛؛   مَـرثِـيَّــةٌ عـراقِـيَّــة   ؛؛؛

 

تـغَـرَّبَ الفرحُ الـمـوتورُ في الـسَـكَـنِ

       حتى تـأتَّـت لـنـا الأفراحُ بِـالـحَـزَنِ

 

كـتَبتُ حظِّي على أعتابِ قافـيَتِي

        تـناثَرت كلُّ أبـياتـي مـنَ الـمِـحَــنِ

 

وجئتُ أكـتـبُ أحلامـي أُسـطِّـرُهـا

     فـمـا وجَدتُ سوى حربٍ معَ الـزّمَـنِ

 

مذ كنتُ طفلاً وأيامـي مـبـعـثـرةٌ

   لم أعرفِ السَّعدَ من مهدي الى كَفَـنِـي

 

عِشنـا طفولَـتَـنـا مِـن دونِ ما فَرحٍ

    رَحَى الحروبِ تـلوكُ الحلمَ في أُذُنِـي

 

ماتَت طفولتُنا مـاعادَ يـنـفـعُـهـا

       حـكُّـومـةٌ أو حـكيـمٌ كـانَ لـم يَـكُـنِ

 

فلم نَـذُقْ من هنـاءِ العيشِ ثـانِيةً

 ولـم نَـجِد في دروبِ العيشِ من وطَـنِ

 

بِلاطُ أحلامِنـا بِـالحـزنِ قد نُحِتَت

     وثَوبُ عُـرسي أتى لِـلموتِ يـأخـذُنِـي

 

جِئنـا ومـستقـبلُ الأحلامِ في خجلٍ

      فـثوبُ مدرسـتي ماعـادَ يـمـنـحُـنِـي

 

مـا عـادَ يُعطي لنا درسـاً ولا كُـتُبـاً

        ولا بـيـانـاً ، سِـوى هـدمٍ بِـلا سَـنَـنِ

 

إنِّـي أَضَـعـتُ طريقاً كنتُ أسـلـكُـهُ

  فـأيـنَ مـدرسَـتـي؟ هل هَـذهِ مُـدُنِـي ؟

 

وعُـدتُ أحمِلُ قِرطاسي وخارطتي

   تَـهَشَّمَت في يَـدِي أشـياءُ تـعـشَـقُـنِـي

 

وجِئتُ أبـحَثُ عن دارٍ وعن أحَـدٍ

      لا الـدارُ دارٌ ولا الأنفاسُ تَـقـبَـلُـنِـي

 

أتَـت على الدارِ غِـربانٌ وعَـنـكَـبَـةٌ

 أم جـاءَهـا قـدرٌ مُـذ غـادَرت سُـفُـنِـي ؟

 

مَـن عَلَّـمَ الدارَ أنِّي كنتٌ مُرتَحلاً؟

  وأشـعَـلَ الحزنَ فيها وهي تَـرفـضُـنِـي

 

لـن يَـستَـقِـيمَ لنا ظِـلٌّ ونحـنُ هُـنـا

        نَـهـيـمُ بَـينَ نُـزوحٍ شاقَ لـم يُـعِـنِ

 

عمري معَ الحزنِ قد يمشي على مَهَلٍ

     وفـرحـتي لاتــكـادُ الآنَ تــعـرفُــنِــي

 

أضحى لنا الحزنُ كالأوقاتِ يحملُنا

  فَـحِـمـلُـهُ شَـقَّ فينا الصدرَ وهـوَ ضَـنِـي

 

من زحمةِ العمرٍ في كَـدٍّ وفي هَـوَنِ

      جٍـئنـا نَـشُقُّ حصىً في مِعوَلٍ وَهِـنِ

 

ظمأَى بِـلادي بِـلا مـاءٍ ولا نَـسَـمٍ

          ولا سُـكـونٍ ولا عَـيـشٍ ولا مُـزُنِ

 

مَـدَّت وشَـدَّت بِـنـا الدنيا قساوَتَـهـا

    لم ترضَ فينا جَوىً من دونِ مُـقـتَـرِنِ

 

ألقَيتُ حُزني وألقَيتُ النَّوى بـدَداً

     ما كـان مـنهـا سوى ذكرى تُـلَـبِّـكُـنــي

 

أين المَفَرُّ ؟وهذا الظِّلُ طـافَ بِـنـا

        فـلا يـزولُ ولا يـشقـى يُـطَـوِّقُـنِـي

 

ورُحتُ أصرخُ ما بالُ الـسعادةِ لو

      جاءَت الى وطني تُـفـنى مع الـبَـدَنِ

 

تـحَطَّـمَ الـنَّـايُ لا صوتٌ يُـردِّدُهُ

         ولا حَـنـيـنٌ ولا ذِكـرى تُـلَـمـلِـمُـنِـي

 

أنـا الـشقِـيُّ بِـلا أرضٍ ولا شَـجَـرٍ

       مـا بينَ أوراقِـهـا منزوعـةٌ غُـصُـنـي

 

فما رأيتُ من العيشِ الرَّطيبِ سوى

       ذكرى على بـابِ أفكاري تُـعَـنِّـفُـنـي

 

أبى لنا السَّعدُ إلَّا ثـوبَ فرقَتِنا

        كأنَّما الحزنُ قبلَ السعدِ يحضُنُـنـي

 

تُصطَـادُ منَّـا الليالي قبلَ حُلكَتِـهـا

   يأتي لـنـا الصبحُ مـسـودَّاً مـن الـفِـتَـنِ

 

يانَينَوى لم يَعُد في الروحِ مَبسَمُها

  فالقلبُ أَسيانُ ، بينَ الروحِ يَـسحَقُـنـي

 

فلا أُؤمِّـلُ من دُنـيـايَ غيرَ أسىً

         وغَـيـرَ آهٍ مع الأوقـاتِ تُـثـقِـلُـنـي

 

أشكو الى اللهِ بثِّـي كُلَّما طَلَعت

      شَمسٌ ، وإذ غَرُبَت أشكو له حَـزَنـي

 

أنَّى سَتهنَأُ روحٌ من وساوِسِنا ؟

   والموتُ أرضٌ مع الأتـراحِ والـشَـجَـنِ

 

لانَـينَوَى بَقِيَت في الأرضِ شامخةً

     تَزهو ، وقد نَحَروا من قَبلِها وطَـنـي

 

         يـــاسـر مـحـمـد الـنـاصـر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2021 بواسطة Samarhazm

عدد زيارات الموقع

9,075