سلسلة مذكرات حب  

( الانكسار الثاني) 

سيدتي العزيزة : بعد رحيلك المفاجئ يعتريني شعور غامر بالوحدة، شعور من ذلك النوع الذي لم اجربه منذ أمد طويل، واتسائل مع  نفسي، هل اصبحت اليوم  وحيدا في هذا العالم، ولا شيء يربطني بأي أحد..؟ اصبحت اعيش  في مستنقع من الألم، يزداد ظلامه حلكةً كلما عايشته ورضيت بالأمر أكثر، كل شيئ قاتل هنا، حتى الأمل لم أجد له ولو ومضة بعد غيابك عني الغير معلن.. كم من الكتابت خطت بحبر من دم، أدواتها صنعت ببحر أدمع، على جدار ملطخ بخيبات العابرين من حولي ، من عهدناهم أنقياء، أوفياء، لم ندرك صدق نواياهم حتى  اكتشفنا حقيقتهم المزيفة ونوايهم الاسيئة معنا.. كم يراودني شعور ان ابحر إلى عالم النسيان، أن ادفن خيبتي معك والم قلبي التي أرهقها طيلة تلك السنين الماضية ، اريد  الإختباء من هذا العالم القبيح، اريد النجاة حقًا فما زال شكلي يطاردني اينما ذهبت فأنا المحروق بالشمع والبلور.. شعور يراودني ان لا حياة في هذا العالم البائس كل شيئ شقيٍّ حقًا، لم يعد في الأمر متسع للمزيد من الأشخاص الخطأ في الوقت الخطأ للحياة في العالم الخطأ... حزين جداً للحد الذي تساوت فيه جميع الأشياء أمام ناظري ، أن أموت هُنا أو هناك في مكانٍ أو بآخر ، أن أدفن دون ذكرى ، أن أبقى وحيداً أو أغادر.

كان قطار الشوق يجلجل نحوك الله كم كان قاسي صمتك ومؤلم في نفس الوقت تتعثر الكلمات بفمي.. لو تعلمين انني اليوم ‏لو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة انطفأت لقلتها، أنا لم أشعر من قبل بانطفاء روحي مثلما أشعر بها الان، بات قلبي فارغًا كأنني مدينة بلا نوافذ... ‏ما رغبتُ أبدًا أن أصبح شخصًا هامًا في حياة أحد أعتقد بأني معجبٌ كثيرًا بطريقتي الهادئة في الدخول لأيام الآخرين والبقاء بها كلما كنا نريد البقاء.. ‏لا شيء بوسعه أن يصف ذلك الشعور الداكن الممتد في روحي، شيء ما أجهله ولا أسميه حزنًا، لكنه شعور المتعب من كل شيء.. كنت احيا معك حياة ذات اثر عميق في النفس.. فالهذا 

 لقد بكيتُ حينها ، كما لم أبكي من قبل، وأنّي قابل للإستبدال في أي لحظة ، أن كل تضحياتي وآلامي وحُبي وشغفي سيذهب جفاء.. بكيت ليس من أجلك لا بكيت بكل ما تعني دمعه الرجل من صدق ووفاء ومحبة.. لو تعلمين انني زرعتك في أجزاء الجسد المتكسر كالصلصال حيث كنت انت الافق المتسع حين يغور الماء وانت اللحظات الخصبة في كل خواء.. 

اصبحت أمارس كبريائي المعتاد ، أجعل كل من يراني يحتار هل أنا حقًا الناجي الوحيد من هذه الحب البائس والمستحي والخجول ، مع أنه لو تعمق فيّ قليلًا لوجد ندوبي وحجم جراحي المثخنة.

 

بقلمي : الكاتب واعلامي وائل الحسني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2022 بواسطة Samarahmed1

عدد زيارات الموقع

26,575