و أنت غاضب
راوية شعيبي
----------------------
و أنت غاضب
لم أنشغل عنك
إلاّ لألملم بقاياي المنثورة
على أعقاب صمتك
فلتدخن جرحي كما شئت
و أنفثه بخورا من ثغرك الساخر ...
علّك ترسمني
أو تتذكر زهرة
أتلفتها بين ضلوعي
و اعتصرتها دمع النسيان
خذ ثقاب ذاكرتي
و ألهب كومة الكلمات
لتغدو المسافة رمادا ...
و الزمن خلاص حرفين
من ازدحام المنطوق ...
اغمس أصابعك في السطور
و غيّر مذاق القصيدة
و الهمني ثمالة الحروف
هبني قبلة النور
و ازرع الضوء بين الأغنيات
و لقني لحن الغياب
من وتر الأحزان
ثم غربل السّماء
لتتهاطل النجوم
بريق عينيك الباكيتين ...
أودع الوداع في سرداب الممنوع
و وزع شعور القرب
على كتف الرجوع
لا تمكث طويلا على شاطئي
فإنّي أمل مكوث جناحيك دون بلل
تعال لنعلن السفر ملاذ الهاربين
من حرقة الملح ...
و نغرز على أرخبيلات العشق المهجورة
أقفال لاجئين جدد ...
فربما كان لموجنا المتعالي صدى
و صرنا قبلة الوافدين من أرض
تسكب الموت في فناجين الصباح
و تطهو الأشواق في قدر العذاب ..