الّواح الطين
صوتي من يسمعه
تأخذه الرياح بعيداً
الصرخة تصدح وسط الصدر
من يدري متى تود الحديث
تلك الأبواب مقفلة
عليَّ طرقها مرارًا وتكرارًا
لا تفتح وأن أدميت أطرافي
لتأكل الجدران أناملي
وتبتلع ضحكتي
لكن قلبي لا يستسلم
يقفز فوق جدار الكهف
لتهطل منه قطرة تنبت شجرة
جذورها مشبوحة العينين
تخاف أن تتعرض للبتر
تزهر شجرتي في الأرض وتنظر إلى السماء
تلك الصور المحتشدة تبتلع الذاكرة
تأتي هالة البرق نعمة ونقمة
أجري بأستعجال
أمسك يدي الأخرى الموضوعة فوق رأسي
يا ترى من يمسك قلبي
أسرع خطاي نحو الأمام لا ألتفت إلى الخلف
من يمسك قلبي وقدماي ترتج في أعماق المحيط
أسمع صوت همس قادم من البعيد
صوت أنفاس الحنين كيف تصرخ
نفسه الصمت يحكي عن الوجه المنشد بالأسئلة
تهرب المفاتيح المقفلة
لتلد من جديد قفلًا يسهل فتحة
تمددت الأيام بساعات مزهرة
لتعلن عن أوقاتٍ تدور
لتتوقف على ضحكة طفل
لا يعرف المعصية
أشهد أني استيقظت من جديد
عند رؤيا تتوهج بالواح الطين
مشعة بالنور المهيب
يختفي الصوت المتهالك
تتبعثر الأعصاب المتقدة بالخوف
يبكي الظلام دموعه النجوم
يتسع الأفق وتكسر الحواجز
تخرج تنهيدة كادت أن تكون باردة
لولا ولادة جديدة من عصر المجرات
لتلتقي بحشد مشبع بالندى
لتزهر الجذور العارية
هنا الأمن والأمان ونعيم الجنان
ليبدأ عهد متقد بالحياة
يروي الحقول بالمياه
تنطلق بأجنحة الفراشات
من يمسكها وهي تحلق
لايمسها السوء وهي تلمس النقاء
تعيد لفطرتها السلام
وترمي بالأحقاد بعيدًا
لتبتر الحسد الذي يأكل العيون
تقذف العصا لتلوح بالفرج
لتورث النور والسرور
تتعلق بعمق الرحمة
تلك البسمة المثيرة
والعيون اللامعة المنيرة
والقلب النقي كغيمة سماء
هي كل ماتملك من أجل الوصول
إلى نسمة الهواء التائهة فوق السحاب
لتعقد اليقظة بزنابق البحر
فتعلن حفل النطق بعد الصمت
لتخبر الحقيقة أنها منك وإليك تعود
فاطمة خلف الدبيسي
العراق /البصرة
٢٠٢١/٨/٦
