اكتبيني ..
اكتبيني نصا ثائرا عن النسيان..
اكتبيني إطلالة شمس في الغروب..
أو زرقة سماء..
و بلسم حنان..
في هذا الأرخبيل.. البعيد ..
أحن لهذا الوجود ..
اكتبيني ظلالا.. ستائر قمر ..
و نجوم ..
اكتبيني مشرق شموس ..
و شهامة أطلس ..و واحة..
و أنوار ..
اكتبيني ظلالا و نخل و رمان..
و اتركيني بين هذه القصائد..
و الشتائل ... و نظراتك..
بحرا من البحور ..
اكتبيني حتى ينفذ الحبر..
و تتيه المعاني في المعاجم..
و يستسلم الشعراء ..
في هذا و ذاك الزمان ..
اكتبيني سطرا، كافا و نون..
أدبا و فنون ..
لتتحقق الكينونة و ننعم باللقاء..
اكتبيني حتى يخلد للنوم الحمام..
اكتبيني قصيدة ..
و ضعي بين السطور فرصة اللقاء..
لنكون نحن السفينة و نحن الربان..
.. نعم قصيدة..
مفتوحة على كل المواعيد ..
و ضعي على محمل التواصل الأقحوان..
و التقي بي بين الكلمات..
عطرا و جنونا..
اكتبيني حين أموت و أتنحى..
على قبري اسم شهيد..
و على الشاهد فعل كان..
حينها سأعيش..
و أحيا..و يكون يوم الميلاد..
سيدتي بالأبيض ..
و كل الألوان و لون المساء..
و بعود الأقمار..
و بخور الأطلس ..
و الريف الصحراء ...
سيدتي .. اكتبيني الآن..
قبل فوات الأوان ..
سيدتي أنت آخر وطني..
أموت فيه مرتين..
و مرفئي..
أحيا فيه الى الأبد..
أنت و الوطن لي سراح عنان..
رائعة تلك الليلة طلائعك..
كزغردة عصافير ..
و ابتسامة فراشة على الأسارير ..
و الزهر و الياسمين و الأقحوان..
سيدتي .. كتاباتك مشنقتي..
أمشيها منتصب القامة ..
دون خوف و لا هوان..
لا أقوى في حضرتك على الكلام ..
سأنتهي عندما تتكلمين..
و تبتسمين .. و تغوصين في محيطي ..
حينها أتوقف عن التفكير ..
و التنهد و الزفير..
اكتبيني ..كما شئت..
و كفى.. و سأحصل على تعريفي..
و تولد بكتاباتك لغتي..
و كفى..
يكفيني أنا حين تكتبينني..
و أنت حين تحضرين ..
و ننعم باللقاء ..
بحضورك و حين تكتبين..
©️محمد عسيلة

