اِبْتِسامَةُ القَمَرِ
تَعَلَّمْتُ الشِّعْرَ عَلى مَحَجَّة اِشْتِياقِكِ
كَتَبْتُ الحُروف تُجَدِّدُ لِي مَعْنَى حُبِّكِ
فَتَتَسَابَقُ الكَلِماتُ لِتُرْوِي قِصَّةَ هَواكِ
على سُهْد اللَّيْلِ مَلَأْتُ زُجاجَةِ عِطْرِكِ
عَلى جَناحِ عِشْقٍ بَنَيْتُ صَفْوَةَ غَرامِكِ
قَلْبٌ مُعَذَّبٌ هامَ بِكِ وَجْدًا إلى لُقْياكِ
سُئِلَ الفُؤادُ مَتى يَنْطِقُ صَمْتُ عِشْقِكِ
أجابَ أنا لا أمْلِكُ سِوَى أُمْنِيَةَ حُضْنِكِ
العَينُ تَفْضَحُ صاحِبَها الدَّمْعُ في غِيابِكِ
فَإذا مَلَكْتِ الرُّوحَ كَيْفَ لِلْفُؤاد نِسْيانكِ
في اِبْتِسامَة القَمَرِ سِحْرٌ ذَكَّرَني جَمالَكِ
بَعِيدًا عَنْ ضَجَّة الجُموعِ أرْسُمُ اِبْتِسامَتَكِ
الفُؤادُ طِفْلٌ صادِقُ المَشاعِرِ يَمِيلُ نَحْوَكِ
أحْلَى العُهُودِ عَلى نَفْسِي وَعْدُ ذِكْرَياتِكِ
أَهُوَ جُنونٌ أَمْ أنَّهُ عَلاَمَةُ كَمْ أهْوَى قَلْبَكِ
الشَّوْقُ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ أحْكِيها عَنْ بُعْدكِ
بِجُنُوني بِعِنادي سَأصونُ شُعْلَةَ عِشْقِكِ
حُلْوَةُ المَبْسِمِ فما حِيلَتِي أمامَ فُقْدانِكِ
سِوَى أنْ تُعانِقَ أحْلامِي بِرْوازَ صُورَتِكِ
فَقَطَراتُ النَّدَى تَسْكُبُ عِطْرَ أنُوثَتِكِ
بَيْنَ الحَبَقِ و السَّوْسَنِ عِطْرُ رائِحَتِكِ
جَرَّنِي حَرُّ الاشْتِياقِ إلى شَوَاطِئ بَحْرِكِ
دَفَعَنِي بَرْدُ الذِّكْرَى إلى دِفْئ شَمْسِكِ
مَرارَةُ الحَياةِ تنْجَلِي تَطِيبُ في قُرْبكِ
الفُؤادُ في حَرِّ الفِراقِ يَحْمِلُ غُصْنَكِ
فَإنَّ المحاسِنَ مُبْدِعَةٌ ترْسُمُ مَلاَمِحَكِ
حُبٌّ في جَمالهِ كَجَمالِ وَرْدِ بُسْتانِكِ
فَالفُؤادُ يَخْفِي الشَّوقَ هُوَ لَكِ وَحْدكِ
و كَأَنَّهُ لَم يَعْرِفْ دَرْبَ الحُبِّ قَبْلَكِ
لاِسْتِمْرارِ الحَياة قَلْبي يَحْتاجُ وُجُودَكِ
إنَّني لا أرْضَى في نَسِيم الهَوَى سِواكِ
اللَّيْلُ يَشْهَدُ أنَّ زَمَانِيَ هُو نَفْسُهُ زَمانُكِ
في سَواد ظُلْمَتِهِ يَبْحَثُ يَحتاجُ إلى نُورِكِ
رَأَيْتُ الشَّمْسَ تُطِلُّ ثُمَّ تَغِيبُ مَع غِيابِكِ
و رَأَيْتُ ذُبولَ الزُّهوُرِ حُزْنًا على ضَياعِكِ
القِراءَةُ بَيْنَ السُّطورِ فِيها يُوجَدُ لُغْزُ داءِكِ
قالَ الطَّبيبُ داءٌ مُزْمِنٌ مُحْتاجٌ إلى دَوَائِكِ
الوَصْفَةُ كُلُّها أمْواجٌ أيْقَظَتْ زُهورَ سِيرَتِكِ
ضَرْبَةُ عِشْقٍ مِنْ نافِذَةٍ على ضِفَّةِ دَرْبِكِ
لَسْتُ شاعِرًا إنِّما قَرأْتُ ما عَلى خَدَّيْكِ
تطوان 25/05/2022
د. محمد الإدريسي