في قعر جب يا ريان وخلوة
سدل الظلام بوحشة وتصرهد
لله درك يا ريان ألا ترى
أن المقام مقام يوسف فاصمدي
أدميت يا باب الصيام قلوبنا
إن الريان إلى الجنان لمرشد
أنزفت يا ورد الريان دمائنا
وبكت عيون في مصابك ترمدي
والله يا فرخ الجنان أصبتنا
بسهام حزن في شتاء مجمدي
يا أم هذا الطفل صبرا إنه
مثل الشهيد فأكرميه وزغردي
يا أختنا من قطر دار المغرب
إني ورب البيت باك للغد
يا عين سحي بالدموع وأغزري
قد نال فرخ من سهادي ومرقدي
يا عين جودي في ريان بأدمع
إن الفؤاد في حرقة وتبددي
يا من يناديك الريان أيا أبي
صبرا جميلا في قضاء الأوحد
إني ورب البيت أشحت قطرة
من صبر أيوب فتأبى موردي
تبكي الطيور على الزهور هنيهه
لكنها تبكي الريان مؤبد
والله خطبك يا ريان كنانة
جادت علينا سهامها تتعربدي
يا أرض هذا طفلنا لا تبلعي
يا رب أرض قل لها تتوددي
يا أرض جودي للريان وأفرجي
قلب العروبة في جهنم أبردي
رحماك يا ربي بطفل مثقل
بالأمس كان لأزر أمه يشددي
بالأمس كان برحم أمه ساكنا
واليوم عاد لبطن أرض أسود
رباه إن لنا أخ في المغرب
عثرت خطاه بحفرة يستنجدي
رباه إن أمومة ضاقت بها
هذي السماء في حرقة وتنهد
يا رب هذا الطفل في غار هوى
ولا سواك بقادر أن يجبدي
شخصت له أبصار كل خليقة
وكأنها في يوم حشر مهردي
رباه إن ريان ذاك وديعة
وأنت أهل للودائع فارددي
الدكتور خالدفريطاس الجزائر