دمعةٌ...
زهرة بن عزوز... من الجزائر
دمعةٌ سقطتْ منّي
حينَ غفلةٍ
اشتدَّ هطولُها
في عتمةِ ليلِكَ
الهادئِ
كدتُ أغرقُ
جعلتَ السّكونَ
يدوّي في أُذني
يخترقُ عالمي
المعلّقَ بينَ السّماءِ
والأرضِ
يُحدّثُني بلهفةٍ
بشوقٍ، باغتيالٍ
للوقتِ المفقودِ في
خضمِّ الزّمنِ المُنهَكِ
ينهشُ أفكاري
يُحطّمُ أسواري
يطوي ظلّي، طيَّ السّجلِّ
يمحوني من الغيّابِ المُجرمِ
حينَ أتكوّرُ فيهِ كالجنينِ
على نفسي
أنتظرُ حينَ تتلاشى
الوجوهُ العابرةُ من أمامي
أعلّقُ أمنياتي
بين جدرانِ مرايا الحنينِ
أركضُ، وأركضُ، وأركضُ
حتّى يكفَّ الهواءُ عن الحفيفِ
أقفُ أمامَكَ وأنا أُراقبُ جسدي
فيكَ
ينفصلُ عنّي كعضلةٍ مُتشنّجةٍ
تسكنُ فيكَ تارةً
وتتحرّكُ في أعماقي تارةً أُخرى
مومياءُ أنا محنّطةٌ بكلِّ أشكالِ
الحضاراتِ
تبحثُ عن شيءٍ ضيّعتهُ
وهي في طريقِها إلى جنّةِ الخلدِ
تبيعُ الماءَ والرّياحَ
وكلَّ تواريخِ الميلادِ
تجوبُ الشّوارع
تفترشُ الأرصفةَ المغطّاةَ بالثّلجِ
تستردُّ بسمتَها من دُجى المنفى
تروي النّجومَ العطشى
في زحامِ مقاومةِ المراحلِ
الباردةِ