كَيْفَ يُعْشَقُ الشَّبَحُ؟!!!
أَيُّها الشَّبَحُ الغَرِيبُ كَيْفَ أغْرَيْتَنِي لِأُحِبَّك
يَسْبَحُ خَيالي في بَحْرِ الأحْلامِ لِأرْسُمَك
مَتى تَكْشِفُ عَن نَفْسِكَ لِأرَى وَجْهَك
يَضِيعُ بَصَري بَينَ نُجومِ اللَّيْلِ لِأَتَصَوَّرَك
هَلْ أَنا في اليَقَظَةِ أمْ أضاعَتْني حَقيقَتُك
لَيْسَ أعَزُّ لِي مِنْ قَلْبٍ عاشِقٍ إنَّهُ هَدِيَتُك
مِنْ وَراءِ سَتائِرِ غُرْفَتي أصابَتْني رَصاصَتُك
في داخِلِ مُخَيِّلَتي تَتَشابَهُ عَلَيَّ خِلْقَتُك
صَعَدْتُ قِمَّةَ الجَبَلِ لِتَتَجَلَّى لي رُؤْيَتُك
غَرامُ شَبَحٍ يُطَارِدُني هُنا توجَدُ سَعادَتُك
تَهْتَزُّ رُوحي شَوْقًا كُلَّما تَقْتَرِبُ مُقابَلَتُك
لا أعْتَقِدُ مِنْ بَيْنَ الأشْباحِ تُوجَدُ طَلْعَتُك
لَرُبَّما تَأتي الأقْدارُ يَوْمًا لِتَكْشِفَ ماهِيَتَك
فُؤادي سَجينٌ مَرْهُونٌ بيْنَ قُضْبانِ يَدَيْك
أُحِسُّ كَأَنّ رُوحي تَمْتَدُّ تَهْتَزُّ لِتَصِلَ رُوحَك
أيا سَجيني مَنْ ذا الَّذي سَيَشْفَعُ لي عِنْدَك
خِشْيَتي مِنْ أنْ أَتَعَوَّدَ على طولِ غِيابِك
مِنْ أنْ تَهُبَّ الرِّياحُ فَتُطْفِئُ نُورَ شَمْعَتِك
سَأظَلُّ سَهْرانًا حَتَّى يتَجَلَّى لُغْزُ شَكْلِك
حَتَّى أَقْرَأُ كُلَّ صَفَحاتِ كِتابِ أسْرارِك
لَنْ تَغْفُوَ عُيوني إلاَّ عِنْدَما تَطْلَعُ شَمْسُك
اِظْهَرْ عَلَيْكَ الأمانُ لا تَخَفْ أنا كَفِيلُك
أَعْذَبُ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسامِعِـي أنْفاسُك
وَعْدٌ مَهْما يَطولُ البُعْدُ بِداخِلِي مَرْقَدُك
مَرْحَبًا اِتَّفَقَ عَقْلي فُؤادي أنا عَشِيقُك
فَمَهْما قِيلَ عَنِ الأشْباح فَإنِّي مُرِيدُك
لا أدْري إن كانَ هذا قَدَري أم قَدَرُك
سَرِعَ بِنا قِطارُ العُمْرِ لَكِنَّني مَحَطَّتُك
طنجة 11/11/2021
د. محمد الإدريسي