نثرية مشهد: 

رآها تحمل كلبا

تعزّه بين الأحضان

تتفقده كالولهان

تتغزل به كشاعر يمدح جنان

تراقصه بين يديها كزهرة بستان

قال الابن كالحيران

أبي أريد كلبا أبادله الحنان

أبث أبث اليه الأشواق

أحدثه گأبناء الجيران

أحمله، كفنان الإعلان

أجاب الأب الحيران:

حسرات بني على سنين

لم يكن فيها الانسان كالحيوان

سنين عاشرنا فيها الحنين

حب صائل كالجنون

نبع دفاق يأتيك من الخلان

أيام غضب الحزن المبين

عطرا أيام الفرح كالريحان

أنت انسان ولست حيوان

بني لا تتوهم كالمجنون

لن تأتيك الكلاب بالسكون

نبح وكلام ما وراء الحدود

بني حضن امك موطن السكون

بني مكان الكلب تحت الغصون

أنشد بني وحي فؤادك المصون

ألقيه في حضن امك المشحون

بعطر طيبها الحنون

لا تقترب من عطور الفتون

انهل من شذى العيون

غادر ظلامهم الحزين

كن ثملا كقصيد السكون

الكلب، بني، رفيق من فقد الحنين

يحتاجه من فارق الظل الحرون

من بات يعاني هيجان الأنين

من نمط وجود حزين

من زفير الهجربعد سنين.

عانق الابن أباه كالفجر اليقين.

 

حاتم بوبكر 

 تونس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2021 بواسطة Samarahmed1

عدد زيارات الموقع

26,578