والموظف المحترف ينبغى أن يمتلك معارف تخصصية فى مجال عمله ومعارف موسوعية فيما حولها. فلا ينبغى للموظف – ان أراد أن يكون محترفا – أن تقتصر معارفه على المعلومات والتدريب الذى قد يتلاقاه فى شركته كما انه لا ينبغى عليه أن ينتظر ولا ان يتوقع التطوير والتدريب من مديره ولا من شركته – ولكن ينبغى أن يكون له خطة تطوير ذاتية مستمرة بموارد شخصية ومجهودات فردية.

فالموظف الذى يعمل فى خدمة العملاء – على سبيل المثال –  ينبغى عليه أن يمتلك خبرات تخصصية فى أساليب خدمة العملاء وتطبيقات الحاسب الآلى لميكنة خدمة العملاء وأفضل الممارسات العالمية فى ادارة خدمة العملاء. كما ينبغى عليه أن يكون على معرفة بممارسات خدمة العملاء لدى كبار منافسى شركته. كما أنه من الضرورى له أن يعرف – وبعمق – نشاط شركته وطبيعة المنتجات والخدمات التى تقدمها وكبار الشركات العاملة فى تلك الصناعة وذلك السوق و طبيعة التغيرات التى تحدث فى تلك الصناعة واتجهات السوق والتغيرات فى احتياجات وتوقعات العملاء المتعاملين مع تلك النوعية من الخدمات والمنتجات

ان هذه المعرفة التخصصية فى طبيعة العمل والموسوعية فيما حولها من نشاط الشركة والسوق والمنافسين والعملاء – هذه المعارف مجتمعة – تخلق موظفا محترفا يملك المعارف لتطويع الحلول المناسبة لشركته والمبهرة لادارته والتى قد تكون السبب فى انقاذ شركته من عقبات جمة

ولكن كيف لموظف أن يمتلك تلك المعارف المتشعبة بمجهودات فردية؟

مما لاشك فيه أن المعارف والعلوم الانسانية أصبحت متاحة – وبقوة وجودة عالية – بصور شتى – منها الأنترنت والتى أصبحت المصدر الأساسى و احيانا الوحيد لتحصيل العلوم والمعارف

فالكثير من الجامعات والمعاهد العاليا ومنظمات المتجمع المدنى الدولية والمبادرات الدولية لنشر المعرفة والمتطوعين والخبراء وغيرهم ينشرون العديد من الوثائق والملفات وبرامج التدريب جيدة المستوى والتقارير والفيديوهات التى يمكن استخدامها كمصادر جيدة لتحصيل المعارف المطلوبة لكى يكون الموظف معارفه التخصصية العميقة والموسوعية فى ذات الوقت

كما ان برامج التعليم عن بعد – بغض النظر عن كونها تقدم شهادات معتمدة او غير معتمدة – هى مصدر أساسى لتحصيل المعارف بتكاليف زهيدة وجودة عالية

وايضا الكتب الأجنبية المتخصصة فى تلك المهن وتلك الصناعات والتى أصبحت متاحة الان فى بلادنا محليا – تعتبر مصدر قوى جدا من مصادر المعارف المكثفة فى كل المهن ومختلف الصناعات وهى تنقل لنا خبرات السنوات الطوال لكبار الكتاب وأنجح المحترفين حول العالم

وفى هذا الاطار – كل ما يحتاجه الموظف هو

أولا – أن يحدد نوع المعارف المطلوب تحصيلها وذلك من الوصف الوظيفى لوظيفته وطبيعة المهام الموكله اليه

ثانيا – أن يتقن البحث على الانترنت –وهى مهارة من السهل اتقانها وذلك أيضا بالبحث عن برنامج أو مقال تدريبى مجانى على الانترنت يدرب على كيفية البحث المتفوق على الانترنت

ثالثا – أن يتقن اللغة الانجليزية – ذلك أن الحضارات قمم وقيعان – ويوم ان كنا نحن العرب فى قمة الحضارات – تعلم الغرب لغتنا ليتعلم علومنا والآن ونحن فى القاع – يجب أن نتعلم لغتهم لنحصل علومهم

وعندما يمتلك الموظف معارف تخصصية عميقة فى مجال عمله ومعارف موسوعية فى اطار عمل شركته عندها يستطيع أن يتحرك بسهولة فى اتجاه تطوير حلولا لعملاء شركته مبنية على نظرة ثاقبة ومعارف صلبه…وعندها يكون موظفا من الصعب جدا الاستغناء عنه…لأنه محترف

الى مقال جديد نستكمل فيه الاساليب الاحترافية للموظف المحترف -  على أمل اللقاء فى مقال جديد من سلسلة: الموظف المحترف – من وحى برامج تدريب صلاح الكاشف للشركات