ولكى يكون الموظف محترفا – لاينبغى عليه أن يتصرف بعفوية كما يتصرف فى حياته مع أصدقائه خارج العمل – ذلك لأن للعمل فى الشركات أساليب احترافية يجب اتقانها وهذه الاساليب الاحترافية لانتعلمها فى المدارس ولا فى الجامعات ولا فى أكثر برامج التدريب كلفة وتفوقا فى العالم – وهذا ما نتناوله فى سلسلة مقالات: الموظف المحترف -  من وحى برامج تدريب صلاح الكاشف للشركات – وبدون هذه الاساليب الاحترافية يظهر الموظف بشكل سيىء للجميع ويكون الانطباع عنه أن شخص غير محترف...وهذا مما يجعله مرشحا – وبقوة للاستغناء عنه عند أول فرصة أو مشكلة تواجه الشركة

من هذه الاساليب الاحترافية فى محيط العمل أن تكون ملتزما بلوائح الشركة وقوانينها الداخلية المعلنة...وتذكر أنه ليس هناك أسوأ من موظف بارع فى التحايل على لوائح الشركة والفرار منها بشتى السبل. ولابد لك ان تتذكر دوما: أن الشركة أو مكان العمل ليس مكان نقضى فيه وقت الفراغ ولكنه مؤسسة لها قوانين ولوائح يجب على المحترفين من الموظفين احترامها وتطبيقها حرفيا.

ابحث عن لوائح الشركة المعلنة...فى ادارة الموارد البشرية... فى كلمات وتوجيهات المديرين...فى تعليقات وتلميحات الادارة العليا...هذه هى القوانين التى ينبغى لكل موظف- يريد أن يكون محترفا – أن يحترمها وينفذها...حرفيا

فسياسة مواعيد الحضور والانصراف – والزى الموحد للموظف – والاتصالات الهاتفية...وغيرها من السياسات واللوائح المعلنة للشركة...يجب ان تكون محل فهم وتطبيق من الموظف المحترف...كما ان السياسات واللوائح غير المعلنة مثل اضافة المدير فى كل رسالة الكترونية ترسل الى مدير آخر – وعدم ارتفاع الصوت فى الكلام فى الاماكن المغلقة – والوقوف للمدير عند رؤيته...هذه اللوائح غير المعلنه والتى قد تكون مطلوبة فى بعض الشركات و المتعارف عليها...يجب أيضا أن تكون موضع احترام وتنفيذ من الموظف المحترف.

كما ان من الاساليب الاحترافية والتى يقدرها المديرين...هو تجنب الموظف الحصول على أجازات متتابعة مما يعطله عن تنفيذ المهام الموكلة اليه...ان الموظف الذى يضحى باجازته المستحقة لكي ينجز أعمالا...وذلك الموظف الذى لا يتحين الفرص لضم الايام بعضها الى بعض فى أجازات طويلة...هذا الموظف ينظر اليه بنظرة مختلفة تماما عن الموظف الذى ينتظر كل فرصة ليأخذ اجازات متكررة ومطوله – بل ويغلق هاتفه ويقطع صلته بالعمل ليستمتع بالاجازة

وكم رأينا من موظفين أظهروا الاخلاص والتفانى فى أعمالهم لمدرائهم وضحوا بعطلاتهم وكان من نتيجة ذلك تقدير – وان كان غير معلن – من المديرين – وأصبح هذا الموظف شخصا من الصعب جدا الاستغناء عنه حتى فى أحلك الظروف التى قد تمر بها الشركة – ولنتذكر دائما قول الحق – سبحانه وتعالى...بسم الله الرحمن الرحيم... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

ومن الاساليب الاحترافية التى ينبغى على الموظف اتباعها...هى أن يمتنع تماما عن التدخل فى أعمال زملاءه – الا اذا دعاه زميله الى ذلك...ذلك أن لكل موظف خصوصية يريد أن يحافظ عليها ونقاط ضعف لايحب اطلاع الآخرين عليها...فمثلا...ليس هناك من يحب أن يشاهد أحد شاشة الكومبيوتر الخاصة به ويمعن النظر فيها...ولا يحب أحد أن يتلقى عنه اتصال هاتفى...ولا يستمتع أحد بتحدث زميله الى العميل الخاص به...ولن يقدر أحد من زملائك رأيك فى مهمة كان هو مكلف بها...ولن ينسي لك زميلك أنك فتحت مكتبه بدون اذن منه...حتى لو كان لديك نصيحة لزميل...عليك بالامتناع عن ذكرها له الا اذا صارت العلاقة بينكما فيها قدر عال من الشفافية والمصداقية...ولتكن النصيحة والرأى فى خصوصية بينكما فقط ولا يعرف بها أحد...وتذكر أن الموظف المحترف يسوق لاحترافه عن طريق الآخرين...فيمكنك استخدام زملائك فى العمل كأدوات لتسويق احترافك فى ممارساتك اذا كنت على علاقة عمل ايجابية معهم

وقبل نهاية المقال من الواجب أن نذكر أن تطبيق ما تقرأه هنا هو السبيل الوحيد لكى يتحول السلوك الاحترافى لجزء من شخصيتك...لاتجعل هذه الكلمات تمر بدون تنفيذ...فسوف تصبح انسانا آخر حينما تطبقها اليوم فى عملك

الى مقال جديد نستكمل فيه الاساليب الاحترافية للموظف المحترف -  على أمل اللقاء فى مقال جديد من سلسلة: الموظف المحترف - من وحى برامج تدريب صلاح الكاشف للشركات