بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ..
اخوتي و أخواتي القراء الكرام .. سلام الله عليكم و رحمته و بركاته ،،
يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
الثقة بين الزوجين
زينب الغزالي
من المشكلات التي تواجه الأسرة، وتتسبب في متاعب كثيرة، ضعف أو فقدان الثقة بين الزوجين، وما يستتبع ذلك من ازدياد الشك والقلق بينهما، وتفسير التصرفات المعتادة على هذا الأساس، فالمرأة إذا ضعفت ثقتها في زوجها، تبادر إلى ذهنها أن في حياته امرأة أخرى، فتقيس كل تصرفاته وانفعالاته وفق نظرتها، وتتحول حياتها إلى جحيم! وإذا فقد الزوج الثقة في زوجته، أحال حياتها إلى عذاب وحياته أيضاً.. إنه يراقبها في كل وقت، ويفتش في أحوالها وخصوصياتها، وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها منه، فلعله يجد ما يدعم به شكه وما يبرر تصرفاته معها، وبذلك تنهار الأسرة، والسبب هو فقدان الثقة بين الزوجين.
والكذب والمداراة وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة، فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها، وعدم تصديقها وإن كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك... ولو التزم الزوج، والتزمت الزوجة بالصدق والمصارحة تنفيذاً لأمر الله (يأيها الذين آمنوا اتقوا لله وكونوا مع الصادقين ) (التوبة:119) .؟ والثقة لا تعني الغفلة، ولكنها تعني الاطمئنان الواعي، وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق وبناء الثقة مسؤولية الزوج والزوجة معاً، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي أغلى ما بين الزوجين... والكذب يدمر الحياة الأسرية، ويدفعها إلى حافة الانهيار، ويحولها إلى كيان محطم، والصدق هو أساس البناء لأسرة سعيدة قوية.
الطفل الأول
زينب الغزالي
جاءني يشكو: زوجتي تغيرت.. لم تعد تحرص على راحتي وسعادتي، وجئت إليك لأبحث عن الحل، هدأته، وقدمت له واجب الضيافة، كان شاباً جاداً، يبدو أنه تزوج قبل عام أو عامين، ثم بدأ يروي قصته... عشت سعيداً منذ أن تزوجت منها، فهي زوجة طيبة ودود وتحرص على إسعادي وتتفنن في إدخال السرور على حياتنا، لم يكن يشغلها شيء عني، ترعاني في طعامي وثيابي وراحتي كلها.. مرت الأيام بسرعة كأنها حلم جميل، ثم رزقنا الله بطفلة جميلة، منيرة الوجه، رقيقة الملامح، وكنت أتصور أن زوجتي سوف
يزداد اهتمامها بي، ولكنني رأيت العكس، لم تعد كما كانت أحياناً احتاجها فلا تأتيني إلا بعد وقت، وعندما أعاتبها تتعلل بالطفلة، إنني أحب زوجتي وأحب طفلتي، ولكني ألاحظ إهمالاً وعدم عناية بي، فقولي لي يا سيدتي: ماذا أفعل؟
انتهى الشاب من سرد قصته، ولم تكن هي الأولى التي أسمعها أو أقرأ مثلها، وقلت له يا بني إن زوجتك تحبك وتحرص على سعادتك، ولكن الظروف اختلفت قليلاً، فقبل ولادة الطفلة الجميلة كنت أنت وحدك تستأثر بالعناية والرعاية، والحرص على الراحة والسعادة، أما الآن فقد جاء من يأخذ نصيباً من هذه العناية والرعاية، وكان عليك أن تقدر هذا، وأن تتنازل قليلاً عن راحتك، بل عليك أن تساعد زوجتك في العناية بطفلتكما الصغيرة، وأن تقدر لزوجتك مجهودها الكبير في رعاية البيت والأسرة، فالطفل الأول يا ولدي، هو ضيف جديد على الأسرة وعلى الأم وفي سنه الصغير يحتاج إلى عناية ورعاية.. فانصرف الشاب راضياً...
وأنصح بناتي المتزوجات عند وصول الطفل الأول، ألا يهملن في رعاية أزواجهن، فالزوج يحتاج دائماً إلى رعاية زوجته واهتمامها، فالإفراط في رعاية الطفل والتفريط في رعاية الزوج ليس من سلوكيات الأخت الواعية.
المصدر: زينب الغزالي - عن موقع islamrw3a
نشرت فى 6 أغسطس 2010
بواسطة Rohamabinahom
ابحث
تسجيل الدخول
جمعية رحماء بينهم الخيرية
رئيس مجلس ادارة ومؤسس جمعية رحماء بينهم 0020101369068 0020141479569 [email protected] »
عدد زيارات الموقع
72,560
ساحة النقاش