يتمتع السودان بوجود عدد من المسطحات المائية الواسعة والمتنوعة ، مما أهله لإمتلاك ثروة سمكية هائلة تتكون من عدة أنواع من الأسماك حيث قدرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) المخزون السمكي بنحو 110 ألف طن من الأسماك .
وتعتبر خزانات الري والبحيرات والسدود والحفائر مناطق صالحة لإنتاج الأسماك،كذلك يتم تدعيم الثروة السمكية بالإستزراع السمكي .
وللتعريف بموارد السودان السمكية ، ابتدرت مؤسسات سودانية فكرة اقامة مهرجان لصيد الأسماك جرى تنظيمه اليوم بمنطقة خزان جبل أولياء (نحو 90 كيلو جنوب الخرطوم) بمشاركة عدد كبير من الوزارات والسفارات والجاليات العربية والأجنبية وجموع غفيرة من المواطنين .
ويهدف المهرجان الذي تضمن مسابقات صيد الأسماك والنحت على الرمال وكرة الماء وقوارب التجديف وندوات ومعارض وعروض فنية وشعبية ، الى الترويج والتعريف بقطاع الاسماك وفرص الاستثمار المتاحة من صيد واستزراع ، وعكس الجوانب الثقافية والرياضية وتفعيل الرياضة المائية.
وقالت نهال عبدالله إحدى منظمات المهرجان ، فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) " هذا المهرجان وسيلة للترويج للموارد السمكية فى السودان وعكس ثقافة وتراث هذا البلد بجانب الترفيه للمواطنين من خلال الأنشطة المختلفة المصاحبة للمهرجان " .
وأضافت " من خلال هذا المهرجان نسعى للتعريف بمهنة صيد الأسماك بالطرق التقليدية ، كما ننشد تطوير هذه المهنة من خلال ادخال وسائل حديثة والتثقيف بمخاطر الصيد الجائر وغير المنظم " .
ويعتمد السودان فى موارده السمكية على المصايد الداخلية على نهر النيل وروافده ، وتمثل ما يتجاوز 90 في المائة من إمكانيات الإنتاج التقديرية في السودان .
وتمثل مستنقعات السدود على النيل الأبيض (خزان جبل الأولياء) ، والنيل الأزرق (خزان الرصيرص وخزان سنار)، مناطق الصيد الرئيسية من حيث ضخامة الموارد .
ويمارس الصيادون الحرفيون من مختلف المجموعات العرقية حرفة الصيد في المياه الداخلية، باستخدام قوارب من الخشب أو الصلب تعمل بالمجاديف أو بالمحركات، وبالاعتماد على معدات تقليدية أبرزها شباك الحواجز، والخيوط الطويلة، والخيط والسنارة.
وقال ياسين عبد القادر وهو عميد الصيادين ببحيرة خزان جبل أولياء فى تصريح ل(شينخوا) " نحن نمارس مهنة الصيد التقليدية لعشرات السنين هنا ، نستخدم وسائل تقليدية ، ونعشق هذه المهنة التى ورثناها من أجدادنا " .
وأضاف " مهرجان صيد الأسماك مهم للغاية للتعريف بمهنتنا هذه ، ولكن كان من المفترض تنظيمه منذ وقت بعيد ، هذه المنطقة تشهد مهنة الصيد منذ عشرات السنين ، وقد بدأها الاغريق عندما كانوا فى السودان قبل نحو قرن تقريبا ، ومن ثم اشتغل بها السودانيون".
وتقول تقارير وزارة الثروة الحيوانية والسمكية فى السودان إن أكثر من مائة نوع من الأسماك توجد في المياه الداخلية بدرجات متفاوتة من الكثافة في الأماكن المختلفة.
وعلى الرغم من أن استغلال المصايد الداخلية يعتمد إلى حد كبير على الصيادين الحرفيين، فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة مطردة في الأنشطة التي تلبي احتياجات الأسواق ، وخصوصا في النيل الأبيض وبحيرة النوبة.
وقال الفنان المسرحى السودانى على مهدى لشينخوا " هذا المهرجان مهم كونه يسلط الضوء على السياحة فى السودان ، ويساعد على انتعاش السياحة النيلية بالاستفاده من نهر النيل وروافده الممتدة ".
وأضاف " هذه فكرة جيدة ولكنها متأخرة بعض الشئ ، كان من المفترض اقامة مثل هذه الأنشطة قبل عشرات السنين لتسليط الضوء على هذه الامكانات التى تتوفر فى السودان ، والتعريف لها ".
ويتلقى السودان مساعدات ثنائية في مجالات الثروة السمكية تساعده في عملية التنمية ، وهناك مشروع مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتدريب على مصايد الأسماك في عدد من مناطق السودان. (شينخوا).
ساحة النقاش