هو الخريف.
هو الخريف المتناثر ،ورقاً وأحلاماً ،على جسدي،
هو الخريف الضاحل أمام كل ذكرياتي،
أوراق جميلة كانت، تعيش أحلامها،
كل على طريقتها، توزع ايامها للفرح
المنسوج على شجرة الدر الوفية بالعطاء.
أوراقي كلها عاشت معها وترعرعت، نمت،
عاشت معها ذكريات أحلامها للغد
تذكرت معي، كتبت، حلمت، زرعت حبوب القمح
بين صفيفات أوراقها المتدليه.
عشقت الحياة، كعادة عشقها الحالم،
رصدت النجوم كلها، حسدتها على غنجها،
أمام قمرها المدلل.
أنا تعايشت معها ربيعها وصيفها معاً،
ما ملّلت، ولا غضبت من أوراق حنينها.
كل اوراقي الخضراء ، زرعت، وزادت،
الامل بعروقها اليانعه،
اغدقت عليها بكل حروفي التي أعرفها.
وجمعت لها ذهبيات حروفي،
من معجم محبتي،
اوردت بقلبها كل كلماتي، وجل قصائدي، وحكاياتي،
ورواياتي، ونصائحي لاجل مستقبلها،
لاحظت اصفرار وجهي، يوماً بعد يوم،
مع اصفرار أوراقها، لم اطلعها على بدء خريفها.
وأوراقي تعاقدت، وتماوجت مع أرواق خريفها
المطل مع وجه غروبي.
أدخلت سكينتي بين جوارحي لأضمد الالم
الراكن بين حناياي المتهالكة،
عقدت العزم على الصبر والسلام الداخلي،
وحزمت كل اوراق ذكرياتي، وكل أحلامي،
وكل صحائف نصائحي، ومعتقداتي،
وعقائدي لأسلم الامانة لأهلها.
هو الخريف المتعاقد معي، بديمومة، وصيرورة الحياة،
والمتهالك معي، على حفائف الطريق.
والمنتظر لملمة اشعاري ،ودفاتري، ومحابري ،
وكل وقيد ذكرياتي،
لاستلام وتسليم جواز السفر. لنعبر معاً،
ونجتاز الحدود. لعالم، ولدينونة، شاء لنا بها الله،
فهو صاحب الملك، وهو بما شاء فعل.
المهندس حافظ القاضي/لبنان