حكاية ساري وهنادي ...
عاد ساري لقريته بعد أن غادرها قبل ثلاث سنوات ، وانقطعت عنه أخبار حبيبته هنادي التي ودعته يوم سفره من على رصيف محطة القطار عندما طبع قبلةً عل كفها و وعدها بالزواج عند عودته ، عندها ضحكت واحمر وجهها خجلاً وغادرت المكان مسرعة خوفاً من أن يراها أيّ أحد من أهل القرية .
لم تكن هنادي تعلم أيّ شيء عن ساري بعد سفره إلا بعض الأخبار التي كانت تتلقطها من أفواه أخواته أو أمه أثناء تبادلهم الزيارات
وذات عصر أحد الأيام توقف القطار عند رصف المحطة فانتفض قلب هنادي وجال بخاطرها ذكرى يوم سفر ساري فحزنت وهي تُكفكف دموعها بمنديلها الذي سبق وأن كتبت عليه بخيط من الحرير أسم حبيبها ساري ، وعادت إلى بيتها.
وبعد مضى ساعة من الزمن وإذ بها تسمع صوتاً يناديها فاستغربت وسألت نفسها من يا ترى صاحب هذا الصوت ؟ ودار بينها وبين صاحب الصوت حوار قبل أن تراه ..
يا هنادي
مين اللي بينادي
أنا ساري
أهلا وسهلا يا ساري
متى رجعت للقرية وعدت
من شوية وقت وصلت
وشو ليَّ جِبت
جبت ليكِ
قلبي المليء بالحب
والحنان والشوق احضرت
وكيف أقدر أشوفك
أنا جايّكِ راكب حمار الدار
وبانتظارك جنب دوار المختار
كيف الحال يا ساري
والله عليك انشغل بالي
وألف حمد لله على السلامة
يا أغلى الغوالي
تعالي واركبي على ظهر الحمار
خلينا نبعد عن الدوار
حتى ما تشوفنا عيون غفر المختار
شو بدك مني يا ساري
بدنا نحكي ونحكي
ونهدي بعضنا شوية أزهار
أركبي يا هنادي وامسكي رسن الحمار
ما بأعرف اركب لوحدي
تعالي وامسكي بإيدي.. قولي يا رب
وتشوفي قلبي شو مليان بالحُب
والله يا ساري ما ادري شو اللي جرالي
من يوم ما سافرت بالقطار
وأنا عقلي مني طار
وما كنت عارفه شو اللي معك صار
وكل يوم في الصباح
أجمع لقلبك الأزهار
وأنتظر لأهديها لقلبك
حتى يهدى قلبي المحتار
والله أصيلة يا هنادي
ها أنا جيتك لتحقيق
وعدي لك بالزواج
واحقق قبلتي اللي
قبل ما اسافر
طبعتها على كفك
د. عز الدين حسين أبو صفية