جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(النص يصنع قارئه)
لكل نص قارئ والنص يصنع قارئه،مقولة تاهت عني ذاكرتي من قائلها .انني عندما اكتب للجمال أرى أن القارئ يمتاز بتلك السمة وطُبعَ بذلك الميسم في إعتقادي ، لكن من لا يرى في نفسه ذلك ، فهذا شأن يغنيه عنا .
لهذا آثرتُ أن أكتب اليوم عن الجمال مرة أخرى ، فهذا مذهبي .
إن الجمال غاية كل فعل وإنفعال ، وحتى الحب في سموه غايته الجمال . والجمال المطلق يجب ان يكون مجرداً ومُنزهاً ، وهو (بعبارة اكررها دائماً )غاية الغايات .
إن غايتي الدفينة في روحي عندما أفرح هي أن اكون جميلاً وكذا عندما أضحك
،وعندماأغني،أو أرقص،أو أطرب ، غايتي
الجمال من كل ذلك .
وبالمقابل غايتي المستترة من حزني
وبكائي وإنتحابي سواءً اظهرته ام اخفيته هو غاية واحدة أن أكون جميلاً .
وأكثر من ذلك إن الحب في مرحلته السامية المطلقة البعيدة عن العشق غايته في منتهاها هي الجمال . ولهذا كان الجمال من أكثرالقيم اتفاقاً مع الأديان قاطبة .
ذلك أن الجمال ليس بإتمام المعاني الراقية فقط بل بالبقاء على هذه القيم وإستمرارها ورسوخها بأرواحنا المطمئنة .
لأن الجمال هو إحساس بالراحة بعيداً عن المنفعة والمصلحة فإن خضع للنفعية إنتفى عنه صفة الإطلاق وأصبح مكبلاً
ولم يعد جميلاً بل ليس جمالاً .
إن الجمال هو إطراب الروح في مستواها السامي و تمتعها بوجدانها الهادئ ، حيث انه الغاية من كل جميل .
فهو يهذب اذواقنا ويرتقي بها ويطهرها من ادرانها ويساعدنا على معرفة الغاية من وجودنا . والجمال في جوهره ، هو الجمال المعنوي وليس المادي إلا إن كان هذا يعكس جوهراً معنوياً.
أخس حياة هي حياة الأبدان بطينتها ، واسمى حياة حياة الوجدان بجماله .
فالجمال بذلك إرتقى سلم المُثل والقيم فكان أعلاها وأسماها وأبهاها .
إذاً الجمال هو الإنسجام والإتزان ، والتناسق والتناسب ، والغبطة والحبور ، والرضى والطمأنينة ، والإيمان والسلام
والهدوء .
كل ذلك يقودنا للشعور بومض السعادة ، والنشوة واللذة ، بعيداً كل البعد عن وظائف الجسد بل كل ذلك في الروح وسموها .
د .عمر أحمد العلوش