مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

مدرسة الذئاب

 

العلمُ جهلُك ما الجهولُ تعلَّما

والجهلُ رغم العلمِ أن تتوهَّما

 

يا للغرابةِ إذ بأرضٍ عيَّنوا

في الدارِ ذئباً للخرافِ مُعلِّما

 

قالت أنأمنُ غدرَه؟ قالوا لها

قد كانَ زنديقاً وها قد أسلَمَا

 

حَلفوا لها باللهِ فامتثلتْ له

واختالَ مسَّدَ شاربيه وبرَّما

 

وأماطَ بعضَ لثامِهِ عن وجههِ

وتراقصتْ أنيابُهُ كي تفهما

 

وأفاضَ يشرح ُ عن نظامِ حياتِها

وأمانِها شرحاً عميقاً مُفحِما

 

قد صار مؤتمناً عليها وادَّعى

وأصرَّ غايةَ سعيِهِ أنْ تنْعَمَا

 

أزجى النصيحةَ ذا الوقورُ وصاغها

وكأنَّهُ أضحى حكيماً ملهما

 

إياكِ من خطرِ الضِّباع ومأمئي

تغزو السباعُ من القطيعِ الأبكما

 

واحذرنَ لاتأمنّ درباً سالكاً

فرصُ الفخاخِ هناك تغدو أعظما

 

واحذرنَ ما كلُّ الخرافِ كبعضها

كم قد تخرفنَ ذو خنوعٍ وانتمى

 

واحذرنَ منه صفاتِ قومٍ قد غدوا

للطبلِ والتَّسحيجِ فينا مَنجَما

 

وارعينَ من خضرِ الحقولِ زهورها

من يرعَ زهراً فاح عطراً مرغما

 

واسمُنَّ يوماً بعد يومٍ إنني

ما زلتُ ذئباً  بالنِّعاجِ متيَّما

 

واذهبنَ حيث تشئنَ لكن قبل ذا

أودعنَ منكنَ السمين ليخدما

 

إن جئنَ يسألنَ المعلمَ أينه؟ 

فيقولُ أكملَ علمَهُ وتقيَّما

 

أفنى الخرافَ فكلُّ يومٍ وجبةٌ

حتى تنفَّخَ ثمَّ أضحى ضيغَمَا

 

وأغارَ في باقي الخرافِ وساقَها

أجرى عليها شرعَ ذئبٍ أجرما

 

ندمتْ وما نفْعُ الندامةِ بعدما

أُكِلتْ وأضحتْ في البلاهةِ مَعلَما

 

كم صفَّقتْ للذئب كفُّ مصيرِها

لكنَّها ذا الدرسَ لن تتعلَّما

 

فدعِ الذئابَ ودينَها وكتابَها

لو أقسمَتْ أنيابُها لن ترحما

 

محمد عايد الخالدي /الأردن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,768