قطار الشوق
مـا زِلـْتُ أنـْتـَظـِرُ قـِطـارَ الـْشـَّوٌقِ
يـَحـْمـِلـُنـي فـي عـَرَبـاتـِهِ إلـَيـْهـا
فـَقـَدْ فـاضَ الـْشـَّوْقُ فـي قـَلـْبـي
واشـْتـَعـلَـَتْ نـارُ الـْوَجـْدِ لـِرؤْيـاهـا
سـَمـِعـْتُ صـَفـيـرَ الـْقـِطـارِ يـُدَويّ
فـَرَقـَصَ الـْقـَلـْبُ طـَرَبـاً كـَيْ يـَراهـا
رَكـِبـْتُ الـْقـِطـارَ مـِنْ مـَحـَطـَّة الـْشـَّوْقِ
وَأقـْلـَعَ يـَعـُضُّ الـْحـَديـدَ نـَحـْوَ رُبـاهـا
وَصـَوْتُ عـَجـَلاتـِهِ ضـَجـيـجـُهُ صـارِخٌ
كـَعـِواءِ الـذِّئـابِ تـُهـاجـِمُ ضـَحـايـاهـا
وَأقـْبـَلَ الـْلـَّيـْلُ والـْنـُّجـومُ تـَلألأتْ
فـي الـْسـَّمـاءِ فـي مـَنـْظَرٍ لا يـُضاهـى
وَنـامَ الـْقـَوْمُ كـُلٌّ فـي مـَراقـِدِهِ
لـَكـِنَّ عـَيـْنـي سـاهـِرَةٌ مـا كـفَّ بـُكـاهـا
وَتـَلاشـى الـْظـَّلامُ وَأقـْبـَلَ الـْصـبـْحُ بـاسـِمـا
وَزُهـورُ الـْحـُقـولِ فـاح فـي الـْجـَوِّ شـَذاهـا
وَلأحـَتْ مـِنَ الـْبـَعـيـدِ مـَلأمـِحُ الـْمـَديـنـَةِ
وَقـَدْ أوْشـَكَ الـْقـِطـارُ نـِهـايَةِ رِحـْلـَةٍ طـَواهـا
وَتـَوَّقـَفَ الـْقـِطـارُفـي مـَحـَطـَّةِ الـوصـولِ
وَقـَلـْبـي يـَتـوقُ ألا يـَرى سـِواهـا
بقلم فؤاد حلبي