أوّاه ياعرب :
عروبتنا لها قيم وفخر
وعزّ عند إكمال النِّصاب
وويل ثمّ ويل ثمّ ويل
لنا إنْ نختلفْ عند الصّعاب
فأين الآن نحن مِنَ المعالي ؟
ونحن كسلعة للإستلاب
أنبقى لقمة بفم الأعادي ؟
تلوك لحومنا لوك الذئاب
قُساة في تعاملهم بُغاة
بشرعتهم نُعامَل كالكلاب
أما علموا بأنَّ الكلبَ يحوي
وفاء إنْ قنوته في الرِّحاب
مراقمنا تصنّفه وفيّا
وذا منقوش في طيِّ الكتاب
أعادينا كما الذّؤبان أضحت
تُخَمِّرنا الشروق مع الغياب
عروبتنا دِنان السُّمِّ فيها
وتسقيناه في خمر الشَّراب
أليس بذا الجفا عار علينا ؟
ألا يكفي نعيبا للغراب ؟
فقحطان وعدنان وحتى
ربيعة أشْهَرت سِنن الحراب
كم استلَّت إلى الهيجا سيوفا
ولا صَدَأتْ ليوم في قِراب
وإنْ دُعِيتْ لمعركة قريش
تأهّبت الشيوخ مع الشباب
فإنْ هبّوا عُتاة لا يهابوا
طِعانا في الجبال أو الشِّعاب
لو اقترب العدوُّ حمى قُريش
تعانقت البيارق في الهضاب
وأُشْهِرت السّيوف على الأعادي
مُشَرَّعة لتقصيل الرّقاب
وأرسَلت الجحافل للفيافي
مُجَهَّزة بأسياف عِضاب
وحتى الغيد ترفدُهم غيارى
تزغرد تحت طيّات النّقاب
لِتُثني مَنْ تلَبَّس فيه خوف
ولا ينوي هروبا كالذّباب
وإنْ دارت معاركهم رحاها
صهيل الخيل عانق للسّحاب
غبار الحرب كالإعصار يعلو
يغطّي الشّمس أشبه بالضَّباب
فلا ذُلّ بذا بل إفتخار
بهذا نحتسي نَخْبَ الشّراب
كفانا نرتدي لؤما وحِقْدا
دعونا لا نُباري بالعياب
.................................
بقلمي : غسان الضمان