قُلْتُ لِمَنْ أُحِبُّ - (محمد رشاد محمود) :
دَعِينَا نَرُدْ بِالغَابِ أرتالَ الصَّنْدَل ، وَنُيَمِّمْ أعْوَادَ العَنْبَرِ ومُرُوجَ النَّرجِسِ وَمَدَارِجَ الخُزَامَى وَعَرائِشَ الفَانِيلَا وَجَدَائِلَ اليَاسَمِينِ البَرِّيِّ وخَمائِلَ اليُوسُفِيِّ واللَّيْمُونِ والبُرْتُقَالِ واللَّارنْجِ والسَّفَرْجَل .
قالتْ : أَكُلُّ ذَاكَ؟ فَإِنِ انتَابَني الكَلَالُ ، وَأَدَّنِي التَّجْوَالُ ، وَأَغْرَى بِعَيْنَيَّ النُّعَاسَ ؛ فَمَا عُدتُّ أمْلِكُ دَرَكَك؟
قُلْتُ : وَسَّدتُكِ عَرْشَ الوَرْدِ ، وفَاغَمتُ نَهْدَيْكِ ، وَقَبَّلْتُ شَفَتَيْكِ ، وَرَبَّتُّ خَدَّيْكِ،وَأَفَقْتُكِ عَلَى مِثْلِ أَشْذَاءِ جيُوفَانِي فَارِينَا،وسَبحَات كُوكُو شَانِيل،ونَفحاتِ كيليان هِينيسي ، ورَنائِمِ مُوتْسَارْتْ وريفِيَّةِ بِيتْهُوفِنْ ، ودَفقَاتِ دَانُوب اشتِِرَاوِس الأزْرَق .
قَالَتْ : أَصَحْوَةٌ علَى أَصْدَاءِ المَدَائِن ؟
قُلَتُ : مَا تِلْكِ بِأصْدَاءِ المَدَائِنِ .. إنَّها رَسَائِلُ الغَابِ وَأَنْفَاسُ سَُجُوِّهِ .
قَالَتْ : فْلْتَتْلُهَا عَلَيَّ الآنَ ، وَلْنَذْهَلْ عَنْ وُلُوجِ الغَابِ في غَيرِ كَلَالَةٍ مِنْ جَوْسِه !
(محمد رشاد محمود)