معجزات الجبال(الإعجاز العلمي في القرآن).
إلــــهي قديــــر أحـــد متعـــال°°°°فصاغ السهول وصاغ الجبال
بقــــدرة سابــق علــــم نصـب°°°°صــروحا علــت بتمـام الكمال
وفيها من الخيــر مـاء وثمــــر°°°°ومأوى لحـر حليف النضـــــال
وكانـــت أوتادا تشــد الثــــرى°°°°بــذا لـــن يميــــد بــه لا يــُــــزال
جذور الجبال تغــوص بعيـدا°°°°في بطـن البسيطة قــرّ المآل
فسبحــــان ربي أوحـى بعلـم°°°° ويأتينا اليـوم جـواب الســؤال
ولم ندرك أن الجبال أوتــادا°°°°إلا بعد بحث قـد غطى المجـال
العلــــم أقر بصـدق الآيـاــت°°°°وصـــدق الإلـــه عظــيم الجـلال
وحدث عن معجزات الجـدد°°°°جبـــال الألــــوان تبـــــز الجمــال
بيض وحمر غرابيب ســـود°°°°بـراهــــا الإلـــه تفـــوق الخيـــــال
غرائب حلت بأقصى مكـان°°°°العلم بهــــا مـن بعيــــد المنـــال
الجبال من أعظم آيات الله في خلقه فهي زينة بما أبدع الله فيها حيث تشتمل في مكوناتها على عدد كبير من المواد التي حباها الله بما يساعد على الحياة ومنه نجد جملة كبير ة من الكائنات تلجآ للجبال من أجل الحياة ،وأجمل ما فيها النبات من أصغر وأضعف النباتا ت إلى الأشجار العملاقة وكلها توفر فوائد جمة للحيوان والإنسان والطبيعة بصفة عامة.الجبال تجلب السحب الماطرة والثلوج التي تمثل رصيدا وذخرا من المياه التي تتخدر في شكل أودية وأنهارا، جاء في سورة الرعد قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [سورة الرعد: 3
وهذه الآية وحدها تحمل حشداً من المعلومات العلمية متتابعة تتابعاً علمياً لم يكن يدركه الناس قبل اتساع معلوماتهم عن هذا الكون وما يجري فيه؛ فالرواسي -وهي الجبال-تحفظ توازن الأرض، وفي الوقت ذاته هي مصدات تصدّ الرياح المحملة ببخار الماء؛ فيصعد إلى الأعلى، فيبرد، فيتكاثف، فينزل إلى الأرض في صورة أمطار، ومن الأمطار الغزيرة تتولد الأنهار، ومن هنا نجد أن ذكر الأنهار بعد الرواسي ليس مجرد تعداد لآيات قدرة الله في الكون، وإنما هناك ترابط علمي بينهما، وهو ترابط السبب والنتيجة. ومرة أخرى يأتي الترابط العلمي فيما بين الأنهار والثمرات، فالأنهار هي التي تسقي الزروع فتنتج منها الثمار، وثمة حقيقة علمية أخرى؛ هي أن الثمرات أزواج، ولكن الذي يلفت النظر العلمي ذكر غشيان الليل النهار بعد ذكر الثمرات، وهذه حقيقة علمية لم تكن معروفة إلا أخيراً؛ وهي أن الثمرة تنمو في الليل، وأن غشيان الليل النهار أمر ضروري لإنضاج الثمرة، وأنه إذا لم يأخذ النبات حظه من الإظلام في الليل فإنه يضعف ويذوي.ولقد وصف القرآن الجبال شكلاً ووظيفة، فقال تعالى: ﴿وَالْجِبالَ أَوْتاداً﴾ [سورة النبأ: 7]، وقال تعالى: ﴿وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [سورة لقمان: 10]، وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُون﴾ [سورة الأنبياء: 31]. والجبال أوتاد بالنسبة إلى سطح الأرض؛ فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض. وكما تثبت السفن بمراسيها التي تغوص في ماء سائل، فكذلك تثبت قشرة الأرض بمراسيها الجبلية التي تمتد جذورها في طبقة لزجة نصف سائلة تطفو عليها القشرة الأرضية. وفيما يخص الجبال فثمة حقيقة؛ وهي أنها خُلقت من أجل ترسية الأرض ومنعها من أن تميد بالناس، فهي -بجذورها أوتادها المغروسة في باطن الأرض- تحفظ توازن الأرض، وتجعلها مستقرة ليستطيع البشر أن يعيشوا فوقها، وينشطوا نشاطهم، ويبنوا ما يبنون من منازل ومنشآت، ولولاها لظلت الأرض تميد بالناس وترتجّ بهم ذات اليمين وذات الشمال، فتحدث الزلازل بين الحين والحين، أن الجبال تمثل مثبتات للأرض خلال رحلة دورانها. فالأرض تدور بسرعة كبيرة تتجاوز الـ 1600 كيلومتراً في الساعة. وعند هذه السرعة يختل توازن الأرض لولا هذه الجبال التي هي بمثابة موازنات لهذه الكرة الدوارة!ثم إن دراسة سطح الأرض وتوزع الجبال والمحيطات فيه يبين نوعاً من التوازن في الهيكل العام للأرض. وهنا يأتي البيان القرآني ليقول لنا: (والجبالَ أوْتاداً) [النبأ: 7]. إذن الجبال عبارة عن أوتاد أليس هذا وصفاً دقيقاً للجبل؟وقد أكد العلماء هذه الخواص وتبنوها بعد دراسات وأبحاث.
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)سورة النحل
والله جعل لكم ما تستظلُّون به من الأشجار وغيرها، وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجؤون إليها عند الحاجة ،في الثورة الجزائرية وفي مقارعة العدو كان للجبال فضل كبير في تخفي المجاهدين والتحصن بها ومفاجآتهم للعدو وكا ن للجبال أكبر الأثر في الانتصار.
كذلك المعجزة في قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)وَمِنَ النَّاسِ والدَّوابِ والأنْعَامِ مخْتلِفٌ ألوَانُه ُكذلكَ إنَّمَا يخْشىَ اللهَ مِنْ عِبَاده العُلمَاءُ إنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)) سورة فاطر.من الآيتين الكريمتين نقتطع الجزء التالي: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ). سبحان الله هذا وصف إعجازي دل أن الرسول الذي لا ينطق عن الهوى قد أوحي إليه بالمعلومات الواردة في الجزء المذكور من الآية 27 . الجبال التي نراها في صورة العنوان موجودة بالفعل في غرب الصين وفي مجاهل الأرض، لم تكن معروفة أبدا في زمن الرسول، ذلك الزمن الذي كان فيه العالم في عزلة بعضه عن بعض لا وسائل اتصال ولا نقل.وقد كانت أطول الرحلات وأشقها هي رحلا ته صلى الله عليه وسلم إلى الشام قصد التجارة. فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم بهذه الجبال وأوصافها وهي بهذا البعد مع انقطاع سبل التواصل.فسبحان الله والحمد لله والله أكبر.
المعجز أكثر هو دقة الوصف، فالجدد كما هو معلوم جمع جادة وهي الطريق الواسع،وقد بين الله في وحيه لنبيه أن تلك الجدد التي تكلل الجبال وسفوحها تتجاور وتتساير، الجادة بجانب الأخرى بألوان أساسية ذكرها في الآية، ومنها تتفرع الألوان المتمازجة الأحمر وتدرجاته، وكذا الأبيض والأسود لتشكل لوحة رائعة. هذه المعلومات وما ورد فيها من براهين، تزيد المؤمن إيمانا وتعلقا بربه ورسوله ودينه وما وصى به.ولعلها تعيد العلمانيين والملحدين إلى الجدد الصواب الجدد المؤدية إلى ساحة الخلاص والغفران، وسعدتم بثواب المعرفة والتبليغ. أنا السعيد بصحبتكم في جادة رضا الرحمان أحمد المقراني