نِداء الحُروف
أما سَمِعتَ
الْحُروفَ تُنادي ؟
ماجِنٌ مكْرُ
مائِكَ الْماجِنُ.
وَطاغِيةٌ فـي
الْبَعيدِ أباريقُ
بَياضِكَ الذّهبِيّةُ
وَذِئْبُ
خُيَلائِكَ أيْضاً.
ما أنا إلا نَجْواكَ
أجْلُبُ لَكَ
الغَمامَ ذا الأبْراج
ورَهَـزُكَ الفحْلُ
مِنْ شَهَواتي.
مِنْ مَكامِن الأوْدِيّةِ
وغَلاصِمِها أُسَرِّحُ
بَقراتِ الماء إلى
أرْجاءِ كُنْهِكَ الخرافيِّ
لِتبْدأَ المواسِمُ..
أتَسْمعُ خُوارَهُنّ
يعْبرُ ريحاً ساكِنة ً
نحْوَ مجْهولـي ؟
هاهُنّ مُغادِراتٍ
عَلى بَواباتِ الْحُلم.
كمْ فتّشْتُ عنْكَ
مُنادِيا حِبْرَ البَعيدِ
فـي حُروفِ الكلام .
أ أ ر ا كَ فـي
نَصٍّ أنا أكْتُبُهُ
وَعْلَ الصّحْوِ ؟
أما آنَ لـي أن
اتفهّم غِيابَك َ
مِثْلَ حكيمٍ ؟
ضِدّ تيّارٍ يَزْأرُ
يُجَدّفُ الوَصْلُ
ولـم يَرِدْ وصفُكَ
فـي الكتُبِ وإنّما
أعْرِفُكَ بِفيْض مِنْك .
أنـا أريدُ لكَ
الحياة التـي أيُّها
التّائِهُ وصدْرَ
امْـرَأةٍ دافئٍ..
كالتي أحِبُّ.
لسْتُ السّائِرَ فـي
عتْمَةِ غيِّهِ ولكِنّني
مسْكونٌ بِتُرّهاتِكَ
وأمطارِ يديْك..
أتقرّاكَ كأبْعدِ
نَجْمٍ فـي الأبَدِيّةِ
أُد ا ر ي
الضّبابَ الجَهْـمَ
وَما عَرَفْتُ سِواك
محمد الزهراوي
أبو نوفل