قصيدة بعنواني ((رُبَّ جُرْحٍ))
_____________________
لِيلَةَ الأوهامِ عِمْتي في يقيني
فاستزيدي ياجراحي من أنِيني
إنّني قَدَّمتُ للموتِ اعْتِذاراً
وانتَهيتُ الآنَ من رشْفِ الحنينِ
لا تَكُفِّي الصاعَ عَسفاً أتْرِعِهِ
واملَئي الكونَ دموعاً من مَعِني
نَكَّأ الليلُ سُهادي . ..أطْفِئهِ
واسْتَرِدّي العتْمَ فيه أشْعِلِني
كم ترَكْتا في المنافي من شجونِ
في شحوبِ المنحنى قد تلَمَحيني
ربَّ جُرْحٍ في العُرى قد ثابَ حرْفاً
من كُلُومٍ صار شِعْراً يحْتويني
وبِّخي الأحزانَ لو عنّي تلَهت
وازجري الافراح إنْ زارت سَدِيني
واسْكُبي الإعْصارَ ناراً في بحاري
يحْرِقُ التيّارُ أضواءَ السفينِ
سيِّجي الأحلامَ في الرؤيا ضباباً
واستديري في الشرايينِ اعبريني
عتِّقِي الأشجانَ إنَّ الليلَ يصحو
أثْمِلِهِ في مساماتِ الدَرينِ
يا مساءً في صدى عُمقِ المرابا
من نِداءٍ في جواها يعتريني
او حديثٍ بينها بين اشتباهي
من صداهُ ليت شِعْري تُخْرِجيني
إنَّني صالحتُ أيّامي فباءت
كم تماهت في الأسى بين السنينِ
دثِّرِيني إنَّ في ظلِّي نزيفاً
أكسحَ الترياقِ مصلوبَ الوتينِ
مسِّديني لو بجرحٍ تاهَ سهواً
انْزَعي عنه ندائي واسمعيني
يا زماناً كنتَ كالأزهارِ تصبو
أينَ أحبابي وداري أو عريني
صوتُ ماضٍ يطرق الابواب حتى
تنزفُ الاشياءُ بالقَهرِ المُبينِ
مترعَ الخيباتِ مَشلولَ الحكايا
عاتِيَ الأصداءِ ينمو في دَجيني
فاسْجِني الإِصْباحَ عَتْمي لا تلاشى
إنّني أخْلَصْتُ للّيلِ الحزينِ
كرِّري المَشْهَدَ والأحْداثَ هاتي
أيَّما ..أُوتِتي من عزمِ مكينِ
إنني أدْمنْتُ أصْنافاً صعاباً
فأضْرِبي بالآهِ آهاً لا تلِني
إيمان الصباغ ..