وقصيدة بعنوان :
((قم يا وطن)) إيمان الصباغ
========
قد كنتَ وحدَكَ والطريقُ مهدَّجٌ ..
بصدى النشاذِ وصوتِ من ...
شهدَالهروبَ من المقابرِ بالكفنْ
ثم استظلى بخوفِهِ ..
وبما تَيسَّرَ من ندوبٍ حولَه
بين احتضارِهِ والدُمَنَ .
وضجيجُ امواتٍ ..وجُثَّةُ عابرٍ..
ونحيبُ طفلٍ تحت نابِ رصاصةٍ
يحبو بأنقاضِ السَّكن ...
وصهيلُ أرواحٍ تفتّقَ جرحُها
كانت تمدُّ عُرى الوثاقِ لبعضِها
بَعْضاً مِحَن ..
واغْتِيلَ ضوءٌ كان يحرسُهُ الصغارُ
ليلعَبوا ....
والصبحُ عن ازهارِهِ ...
ليلاً تساقطَ ..وانسجن
لاتجْزَعَنَّ اياصديقَ الياسمينِ
طُفولَةً .....لا تجْزَعَنْ
فهنا نسَجْنا للجمالِ رداءَهُ
وهنا سكبنا للحياةِ رِضابَها
وهناكَ وارينا الشجنْ ..
مهما تغيَّرَ شَكْلُهُ نقَضَ العُهودَ
تجاوزاً هذا الزمنْ...
وهنا سَقَينا العُشبَ حبّاً وابْتِهاجاً
كم نبا فيه الصفاءُ على الندى ..
كي يحتوينا..
كم تَبرْعمَ كم دَجَن ...
يا قائمين على الحروبِ مع الفِتَنْ ..
من أيِّ مجزرةٍ أطُلُّ على الحياةِ
مشوَّهَ الأفكار والابصارِ
ليس تشرحني العيونُ ..ولا
يساعِدْني البدن ...
قد كنتَ وحدكَ والبلادُ تساقطتْ ..
فحملتَها ...
آمنتَ فيها ..بالبطولةِ ..بالشجاعةِ
بالحياةِ ..و بالوطنْ ..
من فيك قد دفعَ الثمنْ ..
من فيك باع ويشتري ...
من قد اقام القتلَ فرضاَ
واستباحك في السُنن
يا قائمينَ على الحروبِ ..
توضَّؤوا بدمائِنا ...اوشيِّعونا
كبِّروا ...في المحافلِ والعلَنْ ..
وعلى الشهيدِ ترحّموا ..
بسِيُوفِكم ...حينَ انطعَن .
يناى السلام بنَفسِهِ ..
عما تُشيِّدُهُ عُراكم من مِحَنْ
قد كنتَ وحدَكَ والبلادُ الكلُّ
يُشْهِرُ سيفَهُ ...
والكلَّ كشَّر في النِيابِ ليستبيخَ
الماء حولَك او هواءَك والمصيرَ
وما ثؤول إليهِ ..ما انت بهِ
دون الوسن..
من اينَ ابتدِأُ الحِكايةَ والكَلامُ يصُدُّني ..
عن كلِّ أدواتِ النداءِ عن الوما
وعن استغاثاتي ..وعن ...
من اينَ ..بل كيف ..لماذا..او لمن...
قد كنت وحدك والبلادُ ولُعبَةُ الموتِ التي
قد كان أتقنها الكبارُ على مشارِف موتِنا
جمعاً بآلاتِ الوهن...
والكلُّ حولَ نزيفِهِ ...يمضي
يُفتِّشُ عن بقايا يَومِهِ ..
..بين المهازِلِ والحزَنْ ..
من فيكَ قد دفَعَ الثَّمنْ
يا موطِنَ الأحلامِ والشيءِ الحسن
قم واحتسيني ياوطن ...
قمْ واخْتَزِلْني .في خيالِكَ ساعةً
كي أسْتَفيقَ من الحقائقِ أو أُدَثَّرَ بالعَمى ..
أصحو من الخُزْيِ العميقِ ...من الشجنْ
قم يا وطن..
قم واحْتضِنِّي ...كنتُ بعضكَ كنتَ كلِّي
في رُبوعِك ..أُحْتَضَنْ ..
إنِّي فقَدْتُ جميعَ أشيائي التي ..
قد كنْتَ عنها مُؤتَمنْ..
قمْ واعْترِفني يا وطنْ
ثمَّ انتَزعْ عني السهامَ وعن مصيرِكَ آنَّني ..
آلِتُ أن أغتالَ عمري او أراكَ...
تعيدُ ترميمَ الزمنْ...
بغدادُ تنعي نفسها بيدِ السقوطِ
الشام تختزلُ المواجعَ في ازِقَّتِها مؤنْ
والقدس تبكيها المنافي كلُّها
والويلُ مما قد شهدْنا ويلَهُ...
يومَ النزوحِ الى ..عدن ..
قم يا محمدُ كي تباركَ ..ارضنا
او ما تبقَّى من بلادٍ
او تعيدَ لنا اليمن ...
قم يا وطنْ
إيمان الصباغ ...