قارئة الكف
سألـْتُ قـارِئـَة الـْكـَفِّ عَـنْ غـَدي
فـَقـالـَتْ لا تـُشـْغِـلْ بـالـَكَ يـا وَلـَدي
دَعِ الـْغـَدَ يَـنـْسُـجُ خـُيـوطـَهُ
وَعِـش يَـوْمـَكَ كَـمـا لـِلأبَـدِ
قـُلـْتُ كَـيْـفَ تـَقـولـيـنَ هّـذا
وَفـي يَدَيْـكِ تَعـاويذٌ
وَحَـولَ جـيـدِكِ مَـسـابـِحٌ
وَمـَجـامـِرٌ تـَفـوجُ مِـنـْهـا
رَوائـِحُ طـيـبٍ مِنَ الـْبَـخـورِ
وَحَـولَ عَـيـْنـَيـْكِ كُـحـْلٌ
أشـَدُّ مـِنْ سَـوادِ الـْلـَّيـْلِ
قـَالـَتْ يـا وَلـَدي
عـِلـْمُ الـْغـَدِ
مَفـاتـيـحُـهُ مَـرْصـودَةٌ
فـي خـَزائـِنِ الأزَلِ
لـَكـِنَّ لـُقـْمـَةَ الـْعَـيْـشِ
تـَدْفـَعُـنـي أنْ أكْذِبَ
لـِمـَنْ يَـطـْلـُبُ أمـَلاً
ألـَيْـسَ كِذْبُ الأمـَلِ
خـَيـْرٌ مِـنْ قـَتـْلِ الأمَـلِ ؟
رَأيْـتُ فـيـكَ مـا لـَمْ أراهُ
فـي غـَيـْرِكَ مِـنَ الـْبَـشَـرِ
حَـدَّثـَنـي قـَلـْبـي أنـَّكِ أتـَيْتَ
كَـي لا تـَسـْالُ عـَنْ كأذِبِ الأمـَلِ
فـأصْـدَقـْتـُكَ قـَولـي
إذْهـَبْ يـا وَلـَدي
وَابـْنـي غـَدَكَ كَـمـا تـَشْـتـَهـي
فـَفـي فـُؤادِكَ إذا الـْحُـبُّ أيْـنـَعَ
تـَجـِدْ فـيـهِ مـا تـُريـدُهُ مـِنَ الـْغـَدِ
بقلم فؤاد حلبي