مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

أيكة الشِّعْر :

بحدائق الشِّعْر التي نرتادها

غيث مطير قَطْرُه شبه الوَدَقْ

فالشِّعْر مملكة يفوح بعرشها

عطر القريض على المنابر قد غدقْ

ياصاحبي أَسْرِج يراعك جامحا

واشهرْه يلمع عاليا فوق الأفقْ

كم صرتُ أعتنق الحروفَ مُزَرْكشا

أحلى القصائد في سويعات الغَسَقْ

فاسألْ إذا ما الشِّعْر ناعم شَطْره

خِلّا حميما هل يدانيه القلق ؟

كم ناظم للشِّعرغرَّد صادحا

لَسِنَ الفصيح وللمعالي قد سَمَقْ

يا مُلْهَما إصْدَحْ وزِنْ ما تَقْفِه

ودَعِ الجهول بذي المحافل يحترقْ

إيّاك قول الشِّعر جفَّ عطاؤه

بل قُلْ بحور الشِّعر قد تحيي الرّمَقْ

فالشِّعر بحر من يصارع موجَه

نلقاه في إبحاره عَلَما غَرِقْ

هلّا سألتكَ أنْ تجيبَ صراحة

قُلْ كيف حزتَ كشاعر هذا الألقْ ؟

إنِّي أُعيذُكَ من جحود حاسد

يحميكَ منه بعطفه ربُّ الفلقْ

لو كُنتَ قد عالجت كلَّ مواجعي

عند الغروب حييتني قبل الشّفقْ

حَسْبِي إذا كان القريض مُرَنَّما

في شطر شِعْر مُتْقَنا فيه النّسقْ

يحيي لنا الآمال نهدأ بعدها

حتى ولا ينتابنا سُهْد الأرَقْ

حتى الشُّويعر إِنْ ينظِّم شِعْرَه

كالرَّعد يرعد فوق غيم قد بَرَقْ

أو شبه شحرور يشقشق شاجيا

طيرا بعشٍّ هاجرا منه انطلقْ

أمّا الجَهول إذا المنابر يعتلي

كالعِثِّ في ثوب نظيف قد لَصَقْ

منْ جهله يسهو ويغفو غافلا

إنْ قلتَ شِعْرا من غبائه ما نطَقْ

لو قال شيئا في القريض تملُّقا

لفهِمت منه بأنّ عقله قد غُلِقْ

عمر يمُرّ على بقاء قريضنا

فوق المنابر يعتلي صَهْو الحَذَقْ

في كُلِّ عام نقتفي عاما مضى

كمْ مُتْلِف منّا مجاميع الورقْ

وأنا سأصدح في القريض مخاطبا

العطر من أشعاركم سيلا دَفَقْ

ما بيننا شيطان شِعْر حافل

يحلو لنا وجماله طيب الخُلُقْ

بيني وبينكمُ بريق مَحَبَّة

في برقه نسمو لما يعلو الأفقْ

فسَحابة الشِّعر المُقَفّى أدْلَمت

لترُذَّ غيثا من رياحين العَبَقْ

................................

بقلمي : غسان الضمان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 6 سبتمبر 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,783