(( حُسنُ المَلا ))
أُخَيَّ ، تَحَلَّ بِحُسْنِ المَلا
بِصَبْرٍ جَميلٍ ، فَحَيَّ هَلا!
هَلُمَّ إلى الدِّينِ ، واصْحَبْ ذَوِيهِ
رِجَالاً تَآخَوْا ، فَنَالُوا العُلَى
سُلافاً مِنَ التّابِعِينَ الثِّقاتِ
العُدُولِ ، كَمِثْلِ السَّلِيفِ الأُلَى
تَرَبَّوْا عَلى هَدْيِ خَيْرِ الأََنامِ
فَفي اللهِ ساقُوا البَرا والوَلا
ألَيْسَ الإلهُ بِرَبٍّ ، رَحِيمٍ
حَلِيمٍ ، وبَرٍّ لَطيفٍ؟ بَلَى
ولَكنْ شَدِيدُ العِقابِ عَلَى مَنْ
رَعَى الظُّلْمَ! يُسْقِيهِ سُوءَ البِلَى
فَأَيَّانَ كُنْتَ ، اتَّقِيهِ ؛ سَواءً
أمامَ المَلا ، أمْ بِبَيْتِ الخَلا
بِتَقْواهُ أَنْتَ غَنِيٌّ ، سَعِيدٌ
فَبُشْراكَ! حُزْنُكَ عَنْكَ انْجَلَى!
فقَهْرُ الرِّجالِ ، ودَرْكُ الشَّقاءِ
وسُوءُ القَضاءِ ، وجَهْدُ البَلا
وبُؤْسٌ ، وجُوعٌ ، وضُعفٌ ، وذُلٌّ
وبَطشُ العَدُوِّ ، وفُحشُ الغَلا
وعَيْنٌ ، وسِحرٌ ، وهَمٌّ ، وغَمٌّ
وضَنْكُ المَعاشِ ، وشُحُّ الكَلا
وضِيقُ الصُّدُورِ ، ومَوْتُ الضَّميرِ
وجَوْرُ الأَمِيرِ ، فَعَنْكَ انْسَلَى
لَعَمْرِكَ إنَّ التُّقَى خَيْرُ رِزْقٍ
صَديقٌ أنيسٌ ، جَميلُ الطَّلَى
وإنَّ الإلهَ كَريمٌ ، حَكِيمٌ
بِيُسْرٍ ، وعُسْرٍ تَراهُ ابْتَلَى
وإنَّ التَّقيَّ وَلِيٌّ ، صَبُورٌ
فَفي عَيْنِهِ كُلُّ حَالٍ حَلَا
(البحر المتقارب)
المَلا : المَلأُ أي الأخلاق والعِشْرة، والملا أي الملأُ: الخَلْقُ والجماعة.
البرا والولا: البراء من الشِّرك وأهله والولاء للإسلام وأهله؛ وهي عقيدة الولاء والبراء.
السُّلاَفُ من كل شيء: خالِصُهُ.
السَّليفُ : الجماعةُ المتقدِّمون.
الأُلَى: أي الأقدمون ؛ والأُلَى قَدْ جَاءَتْ عِوَضَ الأُولَى ، ويقال العَرَبُ الأُلَى: أَي العَربُ الأَقْدَمُونَ .
انْسَلَى عنه الهمُّ وغيرُه: انكشف وانْجَلَى.
جَميلُ الطَّلَى: جميل الهيئة.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري