/المرآة لم تنكسر/
- كتب: وليد.ع.العايش
أتدرين ، أتدرين
بأني أرحل إليك
كل فجر ، كل ظهر
كل عصر ، كل ليل
أذوب بفنجان أحلامي
فيلتقطني حبل يوسف
وتنقذني سفينة نوح
هي الذكرى التي مازالت
تقرع أجراس الولادة
علها كانت تئن في
مواسم الحصاد الأخيرة
لكنها كرحى الطاحون
لا تنته ، لا تمت ، لا تغادر
كرحلة أسراب اللقالق
تعود كل ربيع ، تحملق
فيما على هذه الأرض
تدق نواقيس النجاة ، وتعلن
قرب التقاء الشمس بالقمر
من قال بأن الصمود سينكسر
ومن أخبرك بأن المرآة
تشققت كجذع نخل بغداد
ومن تغلغل إلى السماء
كي يغازل حبنا ، والشوق ...
يا أميرة البحر المدمس بالنعاس
أيتها البعيدة ، القريبة
اللينة ، العنيدة ، والعتيدة
كما ظلي ، كما عيناي ...
أتدرين ، أتدرين
كم من الأشواق صرفت
في ظل اليباس
لكني بقيت حيا
ولم أمت ، ولن أدفن
وأنا على قيد الحياة
فمن مرآة ياسمينة ، وزهرة
أناظرك ، وانتظرك ؛
كانتظار عصفور لعودة أمه
من رحلة نهار كان يظن بأنه أبيضا
ك شعر جارنا البدوي ، ك رحلة
ملأى بالمهاجرين إلى اللاشيء
من هنا مر صلاح الدين
و ها هنا مازال معاوية
يرسم طريق الأندلس
ومن مصر هب يوسف
كي يسقي أرض الشام
فكيف ينكسر القمر !!!
كيف تموت الشمس !!!
وكيف للقاء ألا يكون بهيا
كما شئنا وكما شاء القدر ...
لا لم تكسر المرآة ، ولم يمت
فيا الحلم المضمخ باللازورد
أيتها السمراء ، أو الشقراء
أو العابرة لكل الذكريات
أتدرين بأني أرحل إليك كل يوم
وتبقين أنت ، وأبقى أنا ...
أتدرين ...
وليد.ع.العايش
٢٠ / ٨ / ٢٠٢٢م