(إلى ذات الرداء الأخضر) - (محمد رشاد محمود)
في 19 مايو من عام 1998 وكنتُ في الرابعة والأربعين ، وهي سنٌّ يستشعِرُ معها المرء ـ على الرغم من اكتِمال نضجه - أنَّ الشبابَ يتَفَلَّتُ من بين يديه فتحتَشِدُ في نفسِهِ بواعثُ أقرَبُ ما تكونُ إلى عرام المُراهَقَة ، وقَد تآمَرَ معها لهاثُ الصيف ووَقدَتُه ، فكانَت تِلكَم النَّفثَة :
أطلِـــــقْ بِـمَبـسَـمِـكَ السِّرارْ
وانْــشُرْ علَى وجَلي النَّهــــارْ
وانْـــــفَحْ على دَربي العبـيــ
ــرَ وأَبْــغِني بَــضَّ الثِّــمــــارْ
واسْكُبْ طلاكَ على الخُــدو
دِ مُــشَـرَّبــــًـا بالـــجُـــلَّنـــارْ
وابــْــــذُلْ مُقَبَّــــلَـكَ الشَّهِيَِّ
وأَولِـــــنـي رَشْفَ البَـــهــــارْ
خَضْــراءُ أيْــنِـــعْ يا رَبـيــــعُ
ونَـــحِّ عَــــنْ قلـبي البَــــوارْ
واعْطِفْ لِمُسديكَ الهَوَى النـ
ـنـهــــدينِ والــــــفَمَ والإزارْ
مَرعَـــــى الأنامِلِ مُلتَقَى الــ
لَثْـــــماتِ مُستَرخَى السُّعـارْ
عَلِّي تَبُــــــــــثُّ جوانِــــحي
ثَــدْيَيْــــكَ مَكظــــومَ الأُوارْ
مُستَنْهَــــبَ العِطفَيْنِ مَضـــ
ــــمومَ الجَنَى مُرخَى النِّـفارْ
وَهَــبِ النَّســــائِمَ مُْرسَلَ الــ
ــخُصــلاتِ هَفهاف النُّــضارْ
وانفُثْ بَهــــــاءَكَ في الشِّغـا
فِ وَفُضَّ عَنْ عَيني القَتَـــارْ
هَجَمَ البَــــوارُ فَهـــل تُـــــرا
كَ مُجَنِّبي ظَمَــــــأ القِفـــــارْ
أوْ مُسْلِمِــــــــي حَرَّ الشُّجـو
نِ ومُخلِفـــي بَــــــردَ القَرارْ
يـــا مُوحِيَ الفِـــكرِ الشَّجِيــ
يِ هَفـــــــا كأنــداءِ النَّــــوارْ
سَكرَى بـــِـأنـْـفـــاسِ الشَّـذا
رأراءُ بالنُّـــــــــورِ المُثــــــارْ
لَسَكَنــْــــتَ إنْسانَ العُيــــــو
نِ وَهِجْـــتَ حبَّـــاتِ السِّرارْ
فاقْسِمْ لِصَبِّـــــكَ مِنْ لقــــــا
كَ فراقَ أكــــــــدارِ السَّـــرارْ
قَــــدْ ضِقـْـــتُ ذَرعًا بالإســا
رِ فَأنْسني قَيْــــــــدَ الإســارْ
واستَلَّ مِنْ صَـــدري الجِـــرا
حَ شَكاتُهــــا الرَّجْفَى زُحـــارْ
إنِّـــــي أغــــارُ على الجَمـــا
لِ يَجوزُنـــــي إنِّي أغـــــــارْ
أَسَفــَـــاهُ أحظَى بالرُّنــُــــــوِّ
ويَحتَسي غَيـــْـري العُقـــــارْ
وأَلـوبُ بـالشَّكــــوَى فَمــــــا
أشْتَـــــفُّ غَيْرَ جَوًى ونـــــارْ
لَـــوْ رَفَّ قَلبُــــكَ رَفَّ صَــــوْ
تِكَ في القـــــلوبِ لَقَــدْ أجارْ
أمِنَ المُؤَمِّــــــلُ في وِصـــــا
لِـكَ أنْ يُؤَمِّنَـــــــهُ العَثــــــارْ
(محمد رشاد محمود)