مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

إنتظار الأحِبّة :

يامن جعلتم للمحاجر جدولا

إنّي عليكم بائس وذهول

إمّا ذرفتم في المحادق عَبْرَة

فالقلب منّي بالدّماء بلول

واليوم أذرف حَرَّ جمر أدمعي

في العين تجري أنهُر وسيول

إنِّي على عهدي أثابر مُدمِنا

فأنا لذكراكم أسٍ وذلول

واحسرتي إنِّي إليكم فاقد

ياويلَ قلبي فالبُعاد يطول

إنَّ الفراق أذاب كُلَّ جوارحي 

والقلب تقطعه مِدىً وكبول

أذوي على نفسي حزينا بائسا

والليل في ضَحْو النهار سَدول 

تُهْتُم وهمتم ليس من همٍّ لكم

إلّا التَّأَمُّل والرَّخاء أَفول

كم صرتُ دوما أقتفي أخباركم

والوصل فيكم تالف وحؤول

من بَعْد غيبتكم وطول فراقكم

عَمَّ الدّيار مناحة وعويل

مَنْ ظَلَّ في أحيائكم متواجدا

كان السّقيم وفي الضُّلوع هزول

ماكنتُ يوما للأحبة مُجحفا

وأنا إليهم مُلهِم وعَدول

إنِّي على هجرانهم متوجِّع

والكُلُّ حولي شامت وعذول

خِنْذيذُهم يتلو الفصاحة عاتِبا

وكأنّ مَنْ هجر الدّيار رذول

يدلي بدلوه بالفصيح تشدُّقا

والهجو منه مُنَمَّق وفضول

لَمْ يدرِ أنَّ الدَّار تبكي أهلها

لَمْ يبْقَ فيها طيِّب مَرْبول

كانوا على مَرِّ الزّمان أحِبّة

ما كان منهم غافل وجهول

أوهام في رأسي تحُطُّ رحالها

بل حَلَّ أفراس به وخيول

تلهو به أو ملعب تجري به

فتُخيفُني والعقل فيَّ جَفول

فالبعض يبقى للدّيار مهاجِرا

والبعض منهم للدّيار قَفول

والله إن عادوا إلى أرض الحِمى

دَقَّتْ مزاهرُنا لهم وطبول 

................................

بقلمي : غسان الضمان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,842