مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

الكوخ في الخلاء يتحدى مرارة الاستهزاء .

مر به نفر وبنظـرة استهـزاء°°°مفادها في سرهم:متيم الخـلاء

في القفر حط رحله يا وحشة°°°هو الشــــريد بعلامـــة الجفـاء

ضاقت عليه دنياه بما وسعـت°°°شح المكان وضاق بــالأرجاء

لكن ذاك الكوخ حاق بســرهم°°°بلسان حالـــه يــرد باستعـلاء:

لا تحتقر قدر البسيط فــــربما°°°زرع البساطـــة بسطة النعماء

كم لاقت القصور مرير لعـن °°°ونالت بيوت الشّعــَـــــر الثناء

هنــا السكينة والحيــاة جمالـها°°°ركن الهدوء وموئل الظـرفـاء

وللفلاسفة حظ الريــادة عنـدنا°°°وذوي العقول وخيـرة العلمـاء

على نور قنديل دليلــهم النهى°°°فهْـــمُ الحيـاة ثمــــار الابتــلاء

ليس الفخامة بالبناء وإن عـلا°°° هي العقــول الأولى في البـناء

الرهط عادوا يعمـُّـــهم الأسى°°° عن حكم مسبق سيمَ بالأخطاء

هو الكوخ الذي يتربع في كبرياء وجلال، بين الأشجار الباسقة ،والحشائش الغضة المتوّجة بشتى ضروب الأزهار ،هو ذلك الكوخ الذي لم يغلق بابه في وجه أي مسافر تعبان يود الراحة والسكينة .إنه ذلك القنوع المتعفف، وقد كسته لفائف القش ورفعت أركانه قوالب الطين .نسي العالم من حوله أو تناساه، وأذناه تشنف بخرير المياه المتحدرة عن اليمين وعن الشمال ،

وتغاريد العصافير تتبادل النغمات، وتجدد النوتات، وهي تتنقل بين الأشجار .هذا الكوخ السعيد يذكر أن قصورا شامخة تتزاحم على رؤوس الأزقة، وتضيق بها الدروب الكثير منها تنطلق منها رائحة المنكرات، مخططات ومؤامرات لإنهاك العامة بالاستيلاء على المقدرات والامتيازات، وتتنافس على ارتيادها الطفيليات من كل الفئات، لاهثة وراء ما يترك على الموائد من فضلات الفتات، هذا الكوخ العتيق يختم ما دار بمخيلته بالحمد والشكر صامتا مبتهلا،على النعمة التي أولاها إياه الله،أن حرره وأنعم عليه وجعل مربعه مشاهد خضراء هواؤه نقاء وماؤه صفاء،وجوقة الطيور للغناء.

يواصل معتدا واثقا من مصداقية الطرح :قصور شاهقة بالحجر والمدر تراها مزهوة بزينتها تناطح السماء وتغالي في البهرجة والاستعلاء ومع ذلك لا ترى فيها إلا الفواحش ما ظهر منها وما خفي (كما ذكر أنفا )،فيها تعقد الصفقات وتحاك المؤامرات وتذهب العقول ويحل الخطب المهول. ولا أعمم فالكثير منها تنطلق منها رائحة المنكرات،مخططات لإنهاك العامة بالاستيلاء على المقدرات والامتيازات،تتنافس على ارتيادها الطفيليات من كل الفئات، لاهثة وراء ما يترك على الموائد من فضلات الفتات، هذا الكوخ العتيق يختم ما دار بمخيلته بالحمد والشكر صامتا مبتهلا،على النعمة التي أولاها إياه الله،أن حرره وأنعم عليه وجعل مربعه مشاهد خضراء هواؤه نقاء وماؤه صفاء،وجوقة الطيور للغناء.

وفي مقابل القصور الشاهقة يذكر بأن هناك  دور متواضعة مباركة يؤمها الباحثون والعلماء والمفكرون فيها تصاغ النظريات في جميع مناحي المعرفة والمهارات، وتخطط وتكتشف أعقد التقانات والاختراعات. الفلاسفة وأصحاب الفكر يجدون الجو المناسب فيها للاكتشاف والاستشفاف والتأمل واستجلاء حقائق الكون والحياة وما تنطوي عليه من حقائق وآيات وقد كانت مأوى المصلحين والأنبياء وعشاق التأمل والتذكر.الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم اقتنع بأقل من كوخ فالتجأ إلى غار من أجل التفرغ للتذكر والتأمل وقد كان لذلك عظيم الأثر على الإنسانية قاطبة  .الأكواخ وكل ما أفاد الإنسان من ملاجئ تعتز بأنها إضافة لما ذكر تنتشر على قمم الجبال وسفوحها لتكون عرينا للمجاهدين والمناضلين في سبيل تحرير أوطانهم من العدو المستدمر الذي اغتصب الأرض وانتهك حرمة العرض

ألا ليست العبرة بالمكان وشاهق البنيان بل كل العبر بما يصنعه ويصوغه ويبشر به الإنسان.

يحق لمن شاد بناء الإنسان وزوده بأرقى المهارات والعرفان أن يفخر بتشييد أفخم ما عرفه العمران من روائع البنيان.أما البدء بتشييد أعالي البنيان بالأفكار والأيادي المستوردة من الجيران والزهد لحد العمى في بناء الإنسان فذلك قمة الانكسار والخذلان.

هذا لسان حال الكوخ المتعفف النظيف وهو يرد على من استهان بشأنه وقلل من قيمة خدماته.  احمد المقراني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,570