همس الحيارى
دَعتْني إليك ليالٍ سُكارى
وقلبي الذي ما استطاع اصطبارا
وروحٌ إليك تسوقُ الغرامَ
لترشفَ منه قلوبُ العذارى
فألمحُ فيك ضياءً تجلّى
ليمنحَ ذاك الظلامَ انتحارا
تعالَ إليَّ وقسِّمْ بقلبي
على وتَرِ العشقِ، يكفي انتظارا
فمن ينتظرْ خلفَ بابِ الظروفِ
وراءَ المكانِ بحتفٍ توارَ
فغثْ بالحبيبِ فؤاداً عليلاً
وهبْهُ يديكَ يهبْكَ السِّوارا
فكم قد رآكَ بافقِ الصباحِِ
كشمسٍ تُحيلُ الليالي نهارا
فحتى الثمارُ وزهرُ الأقاح
بهمسِ الشُّموسِ تواسي القفارا
فأنت الضياءُ وأنت الوجودُ
أصابتْ لحاظكَ قلبي مرارا
بسهمِكَ ترمي فؤاداً عليلا
وتثخن صبَّاً أضاعَ الديارا
وحُسنُك طاغٍ على كلِّ حُسنٍ
فصرنَ الحِسانُ عليه الخمارا
فكم من ضياءٍ ببدرٍ تجلَّى
وصارت شموسٌ لشمسٍ مدارا
بأُفقي تعلو وانت المقيمُ
فزدْني بربكَ منك انبهارا
ومن يبنِ بيتاً برمشِ العيونِ
فيُسْكنْ بهمسِ القلوبِ الحيارى
وإن غبتَ عني فهذي الحياةُ
بدونكَ تفرضْ عليَّ الحصارا
محمد عايد الخالدي /الأردن