#شعر_تيسير_الشماسين
وقفة في حضرة الجبّار
هَــبْ لِــيْ إِلٰهَ الـكَـونِ مـا أَخَـذَ الأَسَـى
مِــنِّــيْ، وَهَــــبْ لِـــيْ لِـلـرَّخَـا أَسـبَـابـا
مــا عُـدتُّ أَرجـو غـيرَ عَـطفِكَ خـالِقي
أَو أَطـــرُقَــنَّ لِــغَــيـرِ جـــاهِــكَ بَــابــا
فَــرَّ الـجَـميعُ و لَــمْ يَـعُدْ حَـولِي الَّـذي
قَـــدْ يُـرتَـجَى ، بَـعـدَ الـرَّجَـا مــا خَـابـا
مــا لِـيْ سِـوَاكَ إِذا دَعَـوتُ و لَـيسَ لِـيْ
مَـــنْ أَشْـتَـكيْ جُـرحِـيْ و لا الأَوْصَـابـا
مــا لِــيْ سِــواكَ و قَــدْ تَـقَـزَّمَ كُـلُّ مَـنْ
كــانـوا عــلـى مَـــرِّ الـسِّـنـينِ صِـحَـابـا
مــا لِــيْ سِــواكَ و مــا لِـغَـيرِكَ يَـنـبَريْ
حُــــبٌّ و لا كــــانَ «الــهَــوَى غَــلَّابــا»
لـو كُـلُّ مَنْ في الأَرضِ قَد صَدَقوا فَما
عُــــدتُّ الَّــــذي يَـسـتَـوعِبُ الأَحـبَـابـا
كَـذَبـوا ؛ و قَـلـبيْ رُغْــمَ مــا فَـعَلوا بِـهِ
مـــــا كـــــانَ يَـــومــاً حُـــبُّــهُ كَــذَّابــا
كُــــلُّ الَّــذيــن تَــقَـرَّبـوا مِــنَّــي فَــقَـدْ
صَـــــاروا عَــلَــيَّ جَـمـيـعُـهُمْ أَغــرَابــا
كُـــلُّ الَّـذيـنَ رَقَـصـتُ فــي أَفـرَاحِـهِمْ
رَقَـصـوا عـلـى جُـرحي الَّـذي مـا طَـابا
أَوهَــمــتُ نـفـسـي بـالـوَفَـا فَـوَجَـدتُّـهُ
مِـــنْ بَــعـدِ مـــا مَـــرُّوا عَـلـيـهِ سَـرَابَـا
قَـــدْ أَدهَـشـوا بَـصَـري بِـشُـعِّ بَـريـقِهِمْ
و الــيَــومَ كُـــلُّ جَـلـيـدِهِمْ قَـــدْ ذَابـــا
مـــا بـــانَ مِـنْـهُـمْ مَــنْ يُـشَـكّّلُ قِـيـمَةّ
أو مَـــنْ بِــهِـمْ مَــنْ يَـسْـتَحِقُّ عِـتَـابا ..
.
.
يــــا أَيُّــهـا الــخَـلَّاقُ مـــا عَـــزَّ الــرَّجَـا
أَبَـــداً عَـلَـيـكَ، و مـــا جَـحَـدتَّ ثَـوابـا
كَــــلّا و لا تَــخـفَـى عَــلـيـكَ صَـغـيـرَةُ
و عَـلَـيـكَ مـــا حَـــذِرَ الـكَـبـيرُ حِـجَـابا
لـــو كُـــلُّ عَــدلِ الـعـالَمينَ أُتـيـحَ لــي
مِـــنْ بَــعـدِ عَــدلِـكَ لا أُريـــدُ حِـسَـابـا
أَنـــتَ الَّــذي أَوجَـدتَّـني و هَــلِ الَّــذي
خَــلَــقَ الــــوَرَى لا يَــعـلَـمُ الآرابــــا ؟!
هَلْ مَنْ يَرَى ما تَأخُذُ الأَنفاسُ مِمـ[مِمَّا]
ـمَـــا لا يُــــرى لا يَــنـظُـرَنَّ مُـصَـابـا ؟!
هَـلْ مَـنْ يَرَى ما في الوَرَى عِندَ الوَرَى
أَعَــلَـيـهِ يـخـفَـى مـــا أَتَـــى أَو آبَـــا ؟!
حــاشَـاكَ رَبِّـــيْ ؛ أَنـــتَ أَعـلَـمُ بِـالَّـذي
خَــلـفَ الـصُّـدورِ و مــا بِـهـا قَــد رَابــا
فَـالـعِلمُ عِـنَـدكَ مُـطـلَقٌ و عَــنِ الــوَرَى
مــــا أَنــتَ تَـعـلَـمُ ؛ سِـــرُّهُ قَـــد غَــابـا
كُــــلُّ الَّــــذي عِــنــدَ الـخَـلـيقَةِ زائِـــلٌ
و الــخَــيـرُ عِــنــدَك لا يَــقِــلُّ نِــصَـابَـا
سَـبْـحَـانَـكَ الــلّٰهُـمَّ مـــا مِـــنْ حِـكـمَـةٍ
أَوجَــــــدتَّ إِلًَا و ابــتَــدَعـتَ جَـــوابــا
سُـبـحـانَـكَ الــلّٰهُــمَّ يــــا مَــــنْ سِـــرُّهُ
فــــي خَــلْـقِـهِ قَــــدْ أَعــجَــزَ الأَلـبَـابـا
يــا رَبُّ مــا أَنــتَ الـبَـعيدُ عـلـى الـعِـبا
دُ وأنَــتَ أَقــرَبُ مَــنْ يُـجـيبُ خِـطَـابا
إنَّــــي بِـجـاهِـكَ يـــا إِلٰهـــي فَـابْـتَـدِعْ
لـــي دائِــمـاً مِـــنْ فَـضـلِكَ الأَسَـبَـابا ..
تيسير الشّماسين
الوطن العربي / القطر الأردني
عمان في
٢٦ / ٦ / ٢٠١٦