هذا النص كتبته اعتذارا من القريض بعد هجرانه عامين
تقبلي العذر
لاح القريض فخلت الحرف قد سمقا
وهلّ غيثاً من الغيمات وانفلقا
وسال فوق الثرى يسقي مرابعنا
فأنبت الزرع و(الدحنون) * والحبقا
أروى قفاراً على أطراف ديرتنا
مرَّ الزمان بها لم تعرف الودقا
فاخضرَْت البيد مما هلّ وانطلقت
عنادل الشعر تطوي الهم والأرقا
وراح حرفي على صدٍّ يعاتبني
فراق عامين أضنى روح من عشقا
حبيبتي بالهوى شابت ذوائبها
وهدَّها الشوق حتى قلبها احترقا
آهٍ من القلب كيف العشق يخلعُه
ويغلق الباب والردهات والطرقا
فيهجر الخلَّ والهجران يقتله
والخلُّ ترياقه لكنه حَمُقَا
حبيبتي من؟ هي الأشواق قاطبة
رويُّها الحبُّ والتحنان مذ خُلِقا
هي الهوى والمُنى والعشق أجمعُهُ
كم بالمدى لحظها الفتان قد نطقا؟
حبيبتي كم بها -غيري- الملا فُتنوا
وبادلوها هوىً زادت به ألقا
ما خانت العهد أو خلَّتْ محبتها
لكنها زهرةٌ من شمّها سمقا
ضحِكْتُ مني أنا المهجور أهجرها!!
فالبحرُ هل ينتهي في مركبٍ غَرَقا؟!!
قصيدتي أنتِ تحناني وسيدتي
يا قلب مازلتُ صبّاً عاشقاً حذقا
تقبلي العذرَ إني لست أعرفني
فمذ هجرتك هذا القلب ما خفقا
*الدحنون.. زهرة شقائق النعمان
محمد عايد الخالدي /الأردن