إليكم ما تعاني منه معظم الأسر من التفكك وضياع الكيان الأسري .. وفيما يلي توضيحاً عاماً للأخطاء التي يرتكبها الآباء والآمهات مع ابنائهم
1) يقللون من شأن بعضهم البعض، ينتقدون بعضهم البعض ويعيرون بعضهم البعض.
يتبع بعض الآباء أسلوب الانتقاد لأبنائهم وبناتهم بحجة تحفيزهم على بذل المزيد من المجهود والنجاح. وغالباً ما تؤدي هذه الطريقة في التربية إلى عكس المراد منها. فالانتقاد ينتقص من الثقة بالنفس اللازمة للنجاح.
يحتاج الأبناء والبنات للتشجيع والمديح بصورة دائمة وبخاصة في السنين الأولى من العمر فهذا بمثابة حجر الأساس لنموهم نمواً نفسياً سليما. ولكن لا يكون التشجيع بدون أساس أو على أمور خاطئة ولكن يجب أن يدرب الآباء والأمهات عيونهم على رؤية الإيجابيات وتشجيعها حتى ولو كانت صغيرة أو على أمور بسيطة حتى اللعب أو الغناء أو الملبس أو الشعر أو أي شئ وفي نفس الوقت لا يتهاونوا في توبيخ الأخطاء.
2) لا يفون بوعودهم
عدم الوفاء بالوعد يكسر جو الثقة والأمان في الأسرة. والأمان أمر ضروري للحياة والإنتاج. يكسر الآباء والأمهات وعودهم لظروف خارجة عن إرادتهم ولكن الآباء والأمهات الذين يعرفون أن كسر الوعود والعهود أمر خاطئ سوف يعتذرون ويحاولون الوفاء فيما بعد وهذا لا يجعل الأسرة مريضة. أما الآباء والأمهات الذين لا يدركون هذه الحقيقة ويتعاملون مع وعودهم لأبنائهم على أنها مجرد "كلام" يقال للخروج من المواقف ولا يقيمون وزناً لكسر الوعد ، فهم الآباء والأمهات الذين يقودون أسرهم وأبنائهم نحو الاضطراب.
3) لا يعبِّرون عن مشاعرهم
من مظاهر الاضطراب في الأسرة أن تكون أسرة لا تسمح بالتعبير عن المشاعر وهذا يجعل الطفل لا يتعلم التعرف على مشاعره والتعبير عنها (الذكاء الوجداني) وبالتالي دون أن يدري يكبت مشاعره ولا يعرف كيف يتعامل معها وهذا يعرضه للاضطراب النفسي والأمراض النفسية. مثل هذه الأسرة لها قانون غير مكتوب يقول: "لا تشعر".
4) يبالغون في التعبير عن مشاعرهم
كما أن كبت المشاعر يؤدي لنتائج سلبية في الأسرة، فالمبالغة في المشاعر أيضاً تضر. وواضح أن مشاعر الغضب مثلاً ، إن لم نتعلم السيطرة عليها سوف تضر صحة الأسرة بأكملها. فالأب الذي يفقد أعصابه فيلقي بأي شئ أمامه سوف يرسي مبدءا في الأسرة مفاده أن الغضب يبيح لك أن تفعل ما تشاء، والنتيجة ليست فقط أنهم لا يتعلمون التحكم في مشاعرهم، بل أحياناً ما يستخدمون الغضب كمبرر لأن يفعلوا ما يريدون، سواء كان ذلك بشكل واعي أو بدون وعي. هذا عن الغضب، ماذا عن مشاعر الحنان؟ هل عدم الانضباط في التعبير عن الحنان والاهتمام يضر؟ نعم بالطبع. إن مشاعر الحنان والحماية للطفل النامي هي بمثابة الماء للنبات. معروف أن ندرة الماء تسبب عطش النبات وجفافه، ولكن من يتعاملون مع النباتات يعرفون أيضاً أن كثرة الماء تغرق النبات وتخنقه. وتوجد بعض الأسر تمارس ما يسمى بالحب الخانق والحماية الزائدة فلا تكون نتيجة ذلك أقل سلبية من ندرة الحب والرعاية.
وصفت إحدى أعضاء مجموعات المساندة والتعافي التأرجح المؤلم بين الحنان بلا حساب والعنف بلا ضابط من جانب الآباء والأمهات بأنه يحدث نوع من "البسترة" لنفسية الطفل أو المراهق. وكما تقتل البسترة الميكروبات في اللبن بتسخينه لدرجة الغليان ثم تبريده فجأة ، تقتل هذه الطريقة الأمان والاستقرار اللازم لنمو الشخصية. فالطفل يحتاج لأن يكون آمن وواثق من أن رد فعل الوالدين سوف يكون حسب ما هو متوقع. أما أن يكون الأب أو تكون الأم كالبحر لا نعرف ما إذا كان سيكون اليوم هائجاً أم هادئاً فهذا يهدد الاستقرار والأمان اللازم لنمو الشخصية السوية.
5) يقللون من قيمة النجاح ويشمتون في الفشل
تفتقر غالبية الأسر المضطربة إلى توجه التشجيع والفرح الجماعي لنجاح كل فرد فيها ولكن يحاول كل واحد التقليل من قيمة ما يفعله الآخرون وتسمع فيها عبارات ، حتى على سبيل الفكاهة ، مثل: "يعني جبت الديب من ديله ياخَيّ ؟ "ويصحب ذلك الكثير من السخرية أحيانا وعلى الجانب الآخر يشمتون في الفشل ويرونه فرصة للتأكيد على أن وجهة نظرهم كانت صائبة عندما وجهوا نصيحة ما : مثل "مش قلتلك . مش نصحتك" "علشان تبقى تسمع كلامي" " مبسوط ! " أحسن ! "وهذه السلوكيات تعكس توجهاً أنانياً خالياً من المحبة فالذي ينصح بدافع المحبة يحزن للشر حتى ولو كان هذا الشر يثبت وجهة نظره.
6) يحتفظون بالكثير من الأسرار
يعكس وجود الكثير من الأسرار في الأسرة الإحساس بعدم الأمان وعدم الثقة بين أفراد الأسرة. و على الجانب الآخر يعكس عدم وجود أسرار حالة من التسيب وعدم وجود خصوصية لأفراد الأسرة أو حدود بين شخصياتها وهذا أيضاً مضر.
7) يسيئون لبعضهم البعض نفسياً وجسدياً وجنسياً
الإساءة البدنية هي الاعتداء الجسماني بالضرب. والضرب مسموح في تربية الأطفال الصغار ولكن الضرب الذي يؤلم الجسد فقط (ألماً يكفي فقط للانتباه) دون أن يؤلم النفس أما عندما يؤلم الضرب النفس ويجرحها فعندئذ تحدث الإساءة. وللضرب قواعد وأصول لا تتسع هذه المساحة للحديث عنها. أما الإساءة النفسية فهي الكلام الجارح والإهانات وأيضاً الإهمال وعدم الاكتراث. ومما قد لا نلاحظه، أن الحماية الزائدة هي أيضاً نوع من أنواع الإساءة النفسية فالطفل الذي لا يسمح له أبواه بأن يخطئ ويتألم لنتيجة خطأه، يشعر بأنه مقيد الحرية وغير مسموح له بالحياة. وهناك نوع ثالث من الإساءات هو الإساءات الجنسية وهي الاعتداءات الجنسية داخل الأسرة، وهذا أمر شائع بصورة أكثر مما نظن وهو أمر يتزايد بسبب الازدحام السكاني وصعوبة الفصل بين أفراد الأسرة في النوم والمعيشة.
8) يُشعِرون بعضهم بعض بالذنب
يميل أفراد هذه الأسرة لأن يحمِّلوا بعضهم بعض بالذنب والمسئولية عن طريق ما يسمى بالابتزاز العاطفي حيث يحاول أفراد الأسرة التأثير على بعضهم البعض عن طريق إشعارهم بالذنب: " سوف تقتلني إن فعلت هذا." أو " سوف أكون سعيد لو فعلت هذا." وهذا يجعل الطفل الصغير يصبح "مسئولاً" عن مشاعر الكبير مما يحمله أكثر مما يحتمل كطفل. وكثيراً ما يتبادلون الاتهامات بالمسئولية عن المشاكل. و كلما حدثت مشكلة يبحث كل واحد عن كبش فداء يحمله المسئولية بدلاً من أن يتحمل كل واحد مسئولية أفعاله وأخطائه.
9) يخيفون بعضهم بعضاً ويهددون بعضهم بعضاً
يشيع جو من الخوف وعدم الأمان في بعض الأسر غير السوية، حيث يستخدمون التخويف والتهديد كوسيلة لفرض السيطرة والنظام، وهذه طريقة خاطئة لأن الخوف وعدم الأمان هو المادة الخام لكثير من الأمراض النفسية والسلوكية، كما أنه الأب الشرعي للكذب وعدم الأمانة. وعندما يهدد الأب بترك الأسرة مثلاً حتى ولو لم يكن يعني هذا الكلام ، فذلك يشيع جو من الرعب وعدم الاستقرار في الأسرة وربما يؤدي بعد ذلك لأن يفعل الأبناء نفس الشيء عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة مثلاً فيهددون هم أيضاً بترك البيت أو يتركونه فعلاً. و إن لم يتركوه فعلياً قد يتركونه معنوياً أي لا يعودوا ينتمون إليه. إن إشاعة جو من الخوف في الأسرة هو إشاعة العذاب في الأسرة. و تستخدم بعض الأسر أسلوب التربية بالانتقاد والمعايرة والمقارنات وهو نوع آخر من العنف الذي يشيع الخوف أيضاً. فيوجد آباء وأمهات لا يتورعون أن يعايروا أولادهم أمام الأغراب ويتخذون منهم مادة للسخرية والتهكم.
10 ـ التصرف بطريقة الأوامر دون شرح أو تبرير
عندما يصبح المنزل وحدة عسكرية تصدر فيها الأوامر دون نقاش أو تفاهم فإن الرسالة التي تصل للأبناء أن عليكم التنفيذ فقط لأنكم لن تفهموا الأسباب لذلك لن نشرحها لكم. وهكذا ينمون ولديهم اعتقاد راسخ بأنهم لا يفهمون ولا يقدرون على الاستيعاب كما يحد هذا من قدراتهم العقلية والابتكارية حيث لا يثقون في أنفسهم لأن أحداً لم يثق فيهم. إننا نتعلم أن نثق في أنفسنا عندما نجد أقرب الناس ألينا يثقون فينا ونتعلم أن نحب أنفسنا عندما نجد أن الناس يحبوننا . و عندما لا يثق فينا أقرب الناس، لا نثق في أنفسنا وعندما لا يحبنا أقرب الناس لنا، كيف نحب أنفسنا ؟! وهذا يجعل أطفال هذه الأسرة عندما يكبرون غير قادرين على إتمام المشاريع والمثابرة لفقدانهم الدافع الداخلي
المصدر: مقالات
محبكم الدكتور / رمضان الشيخ ☆ باحث في العلوم الإنسانية ☆ مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية ☆ خبير التطوير الإداري والتنظيمي ☆ إستشاري ريادة الأعمال ☆ الأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير.. (للتواصل المباشر: E-Mail: [email protected] ).
نشرت فى 4 ديسمبر 2013
بواسطة RamadanHussien
الدكتور / رمضان حسين الشيخ
باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة، مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية، خبير وإستشاري التطوير التنظيمي والإداري، إستشاري التدريب وتنمية الموارد البشرية وتصميم النظم، إستشاري ريادة وتطوير الأعمال، والأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
186,203
ساحة النقاش