الدكتور / رمضان حسين الشيخ

باحث في العلوم الإنسانية، مدرب مهارات الحياة، خبير التطوير الإداري والتنظيمي، إستشاري ريادة الأعمال

 

إن منهج السنة النبوية يحتاج إلى التطبيق الفعلي والسلوك العملي في حياتنا اليومية وفي إطار علاقاتنا الاجتماعية والتربوية فنحن وكما يقول النص القرآني (كنتم خير أمة أخرجت للناس )افتقدنا الصبر والحلم والأناة وتسابقنا إلى التحلي بالغضب والاندفاع وكأننا مع سلوكنا الإسلامي في علاقة عكسية يحكمها التوتر والانفعال والضبابية حتى بات أطفالنا وكبارنا في البيت وفي المجتمعات المدرسية تكسوهم تلك الصفات وتلك القيم واتخاذ السلوك السلبي كوجبة شهية على موائدنا نحتسيها برغبة الجوع والنهم لنملأ بها جوعنا الأخلاقي.

أين ربط المنهج بواقع الحياة أين المهارات الحياتية التي يتسلح بها الطالب/ة في مسيرته العلمية أو العملية هل تتوقف الخطط عند حد إعدادها وتنفيذها ؟
أين دورنا في إكمال منظومة عناصرها والمتمثلة في المتابعة والتقويم وتحقيق المؤشرات المطلوبة.

نعلم جميعا وبشفافية واسعة بأن قيمنا تنحدر وفلسفة سلوكنا العملي هو نتيجة فكر مؤدلج فسلوكنا وأفعالنا لا تتطابق مع ما يشترطه الدين الإسلامي في العمل بالقيم وتطبيقها كما ينبغي لها فمسؤولية القيم هي مسؤولية الجميع وتنطلق من الأسرة ولكن يظل محورها وبيتها الأصلي (المدرسة ) ولماذا المدرسة ؟ لكونها المحيط الذي تتنوع فيه كافة المشارب والأطياف والبيئات والثقافات سواء كان على مستوى المعلم /ة أو الطالب /ة لا نريدها شعارات أو مناسبات يتم تدشينها والاحتفاء بها في لحظة آنية تحضر فيها القيم (تأتيك جماعة وفرادى ) وتظل في حيز التنظير (النظام – النظافة – المحافظة على الممتلكات العامة – الخ أجل مايحدث من فعل سلوكي هنا وهناك هو ناتج فاقد تعليمي على مستوى التطبيق ).

يا لهول الفاجعة حينما لا تبخل حكومتنا الرشيدة في توفير كل غالي ورخيص لخدمة المواطن وبالمقابل نظل نحن كأفراد ننتمي لهذا الوطن في شكل مغاير في التعامل مع البيئات المدرسية – الحدائق العامة – المتنزهات – الأندية ) كم هو مؤذي ذاك المنظر الذي تعانق فيه النفايات عنان السماء في الشوارع والحدائق وعند بوابات المدارس وعلى وجه الخصوص في المدارس النائية بشكل قبيح.

ماذا لو فعّل كل فرد دوره ومسؤولياته المطلوبة منه ولو بحد أدنى الى ان نصل الى الدرجات القصوى في تحقيق واجباتنا الوظيفية والمهنية والقيمية والتي يمليها علينا شعورنا الايجابي بمسؤولياتنا تجاه أنفسنا ومجتمعنا.

نحن لا ننكر الغزو الفكري والفضائيات ،ودائما نعول أسبابنا إلى تلك المرتكزات ونجهل السلوك العملي لقدوتنا الخالدة معلم البشرية (محمد بن عبدالله ) عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

سأترك في هذه المساحة سؤالا هل جميعنا قام بأدواره كما ينبغي ؟
وهل سلوكنا وقيمنا نراها تمشي على الأرض بما أننا كمربين ومربيات ومتمثلة في ناشئتنا و مراهقينا ؟

المضحك أننا نلوم تصرفاتهم ونشن هجوم كاسح على أفعالهم ونتناسى بأننا من يصدر لهم تلك السلوكيات وتلك القيم!!

دخلت في إحدى جولاتي الميدانية لإحدى المدارس غرفة المعلمات وشاهدت مالم يكون متوقعا بعثرة أوراق – الأغراض الشخصية للمعلمات – وغيرها الكثير لا أستطيع أن أخطه هنا تحرجا من الغرفة التي خصصت للمداولات التربوية والجلسات والمناقشات العلمية وتبادل الأفكار والخبرات بين المعلمات.

على النقيض دخلت بيئة صفية وشدني تنظيمها وتنسيقها وتلك الزهور الرابضة على المقاعد الدراسية والفصل الأنيق بوسائله وطالباته وتقنياته التكنولوجية والتي وفرتها معلمة الصف يعد النبض التعليمي لديها كشريانها النابض بالحياة وبانتظار لحظة المستقبل.

أخلص من هذه الفضفضة التي أردت منها أن نفيق ونستفيق ونحّكم تعليمنا ونقيس مؤشرات أدائنا ونقيم أنفسنا (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )
ليس صعبا ان نكون جميعا على قدر كبير من المسؤولية أيأ كانت نوعها (الأخلاقية -والدينية والاجتماعية ).

وأن نكون كتربويين وتربويات على درجة عالية من الشعور بالمسؤولية وان نعد جيلا قادرا على مواجهة المتغيرات نريد من جيل المستقبل ان يحصد ما زرعناه فيه من قيم وعلم وأخلاق وتربية منتجا لوطنه ومعد اعدادا صالحا ومؤهلا تأهيلا يجعله الوقوف في الصف الأمامي في مواكبة العصر وتحدياته
مجمل القول نريد التطبيق العملي للقيم الايجابية وكما نعلم جميعا أن منطلقها (أنا – أنت – هو ) كل هذه الضمائر المنفصلة تشكل في مجموعها أمة (فلنغدو جميعا كما بدأت بقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ).

RamadanHussien

محبكم الدكتور / رمضان الشيخ ☆ باحث في العلوم الإنسانية ☆ مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية ☆ خبير التطوير الإداري والتنظيمي ☆ إستشاري ريادة الأعمال ☆ الأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير.. (للتواصل المباشر: E-Mail: [email protected] ).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2013 بواسطة RamadanHussien

ساحة النقاش

الدكتور / رمضان حسين الشيخ

RamadanHussien
باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة، مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية، خبير وإستشاري التطوير التنظيمي والإداري، إستشاري التدريب وتنمية الموارد البشرية وتصميم النظم، إستشاري ريادة وتطوير الأعمال، والأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

188,038