06 - 01 - 2012

حساء زعانف الحيتان يعتبر نجم المائدة في عشاء فاخر بالنسبة لزبائن المطاعم في هونغ كونغ واسوأ طبق في العالم للمدافعين عن الطبيعة الا انه يشكل بالنسبة للصينيين قبل كل شيء، مؤشرا الى مكانتهم الاجتماعية.

المغرفة الذهبية تقدم على ركيزتها فيما تضع النادلة اناء الحساء على الطاولة وتصبه بعناية في اطباق صغيرة.

تقول ليزا لي التي تحتفل بعيد ميلادها مع اصدقاء لها في المطعم "في الثقافة الصينية عندما يخرج المرء مع عائلته وعندما نريد ان نكرم الاصدقاء نأكل شيئا لذيذا وفي غالبية الاحيان يكون حساء زعانف الحوت".

بالنسبة للاجانب لا شيء مميزا في الطعم: فهي قطع مطاطية بعض الشيء خالية من الطعم فيما المذاق يأتي فقط من الصلصة التي ترافقها.

الان ان الصينيين الكانتونيين يعتبرون الزعانف طبقا خارجا عن المألوف وطعمه هو العنصر الاقل اهمية.

وبما ان هذا الطبق غالي الثمن يسمح استهلاكه اذا ما قدم الى معارف العمل او الاقارب او الاصدقاء بتعزيز المكانة الاجتماعية وهو عنصر اساسي في الثقافة الصينية.

توضح فيرونيكا ماك عالم الانتروبولوجيا في جامعة هونغ كونغ الصينية "المآدب المهمة ولا سيما حفلات الزفاف تتضمن عادة حساء الزعانف. وهذا امر حيوي للطبقات المتوسطة وحتى العاملة التي تريد ان تظهر لمعارفها ان بامكانها ان تتحمل كلفة هذا الطبق".

المهم هو حجم الزعانف ومظهرها. فزعانف الظهر اهم من زعانف الطبن او الصدر لكن الذنب ايضا يحظى بالتقدير على ما يقول البائعون. وزعانف الحوت-النمر هي الاكثر طلبا.

وفي الطب الصيني التقليدي، يعزز تناول الزعانف الصحة والعظام.

في معطم "فونغ شينغ" في هونغ كونغ الذي يستهلك 200 كيلوغرام من الزعانف في الاسبوع تكلف صحفة حساء تكفي ل12 شخصا 1080 دولارا محليا اي 95 يورو.

ويؤكد تام كووك كينغ مسؤول المطعم "عندما تنظم مادب طعام رسمية من غير اللائق الا تقدم حساء الزعانف. فهذا يوازي فقدان ماء الوجه".

في المطبخ تنقع الزعانف لساعات حتى يصبح شكلها مطاطيا ومن ثم تقلى سريعا مع التوابل. وتضاف بعدها الى الحساء وتوضع على نار حفيفة لاربع ساعات حتى تصبح الزعانف شبه شفافة وتنكمش.

الا ان هذا الامر يثير استنكار المدافعين عن الطبيعة الذين يشيرون الى ان صيادي الاسماك يقطعون الزعانف فيما الحيتان حية ويعيدونها الى البحر لتنفق بعدما تعجز عن السباحة.

ويؤدي اقبال الصينيين على هذا الطبق الى تراجع كبير في اعداد الحيتان هي حيوانات قانصة تلعب دورا مهما في السلسلة الغذائية البحرية على ما يقول هؤلاء.

وتقول سيلفي بون من الصندوق العالمي للطبيعة في هونغ كونغ "غالبية اصدقائي يعتبرون ان لا ضير في استهلاك الزعانف من وقت الى اخر. الا ان هذا الاستهلاك الظرفي الذي يدفع الكثير من سفن الصيد الى مطاردة الحيتان في العالم".

وتضيف "نقضي على حوت لاستهلاك 2,5 % منه فيما يحتاج الحوت الى عشر سنوات ليبلغ".

الا ان السلوك بدأ يتغير لا سيما في صفوف سكان المدن الشباب.

شي اون كوين الذي يبيع الزعانف منذ عقود في حي متخصص في هونغ كونغ يشير الى ان المزيد من الشباب يقررون التخلي عن هذا الطبق في مآدب الاعراس احتراما للطبيعة.

اعداد : عبير ابراهيم

المصدر: الفجر

ساحة النقاش

Publishing
المهندسة/ عبير إبراهيم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

664,056