الحقيقة أن هذا الموضوع مهم جدا والجدل حوله واسع ومتشعب، وأعتقد أن الكثير قد كتب بهذا الشأن،وسأحاول في مقالي هذا أن ألقي الضوء على العلاقة بين الدرجة الجامعية والشهادة العلمية ومدى تأثير كل منهما على الموظف التقني.
المؤهلان مهمان جدا ولهما العديد من الفوائد، وبحديث واقعي أكثر أقول هما يدران دخلا ماديا جيدا ومستوى وظيفي متميز، وفي مثل هذا الحديث، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال التالي:
أيهما أفضل من الآخر؟ أو نسأل بوضوح أكبر: أيهما يحقق لنا درجة أعلى في النجاح الوظيفي؟
الاجابة على هذا السؤال بحاجة إلى النظر في مزايا كل منهما.
فالدرجة الجامعية تثبت أن صاحبها قد تمكن من إنهاء إلتزام دام أربع سنوات وهذا يثبت أن حاملها قد أنهى ما بدأ وهي صفة مهمة جدا يسعى لها اصحاب الأعمال، القدره على الإلتزام،خلال أربع سنوات دراسية وربما أكثر بحسب نوع الدرجة، يعطى الطالب الفرصة لتعلم وممارسة الكثير من المهارات التقنية والتحليلية واسعة التنوع ضمن الإطار العام للتخصص في مجال التقنية المعلوماتية، ولا شك في كونها نجمه إضافية تنير سيرتك الذاتية.
أما عن الشهادات فهي تمتاز بتركيزها على مهارات محدده وعلى الأغلب لمنتج معين وعلى الرغم بأنها ليست بشمولية الدرجة الجامعية إلا أنها تمتاز أكثر بالتخصصية. فالحاصل عليها يثبت أنه يمتلك المهاره العملية اللازمة للأداء باحترافية في ذلك المجال الذي يحمل شهادته.
ملخص القول، أن الشهادات التقنية تمنح حاملها تخصصا لا تستطيع الدرجة الجامعية توفيره، وهذه الأخيره قد ميزت حاملها بالشمولية والقدره على الإلتزام بشكل أكبر ، ولكنها لا توفر التخصصية بسبب الكم الهائل من تشعب المجالات الأمر الذي يصعب معه الوصول إلى التخصصية في كل المجالات خلال أربع سنوات.
إذن من منهما الأفضل؟
حقيقة الأمر أن أكثر ما يهم أصحاب الأعمال فعليا هو حسن أداء الموظف للمهام المطلوبة منه وباحترافية مهنية عالية بغض النظر عن المؤهلات التي يحملها،فالمفاضله هنا بين الدرجة الجامعية والشهاده التقنية لا يمكن أن تكون مطلقة، بمعنى أن نوع الوظيفة المطلوبة مهم جدا في عملية المفاضلة بين الدرجة الجامعية والشهادة التقنية.
فعلى سبيل المثال: عندما ترغب شركة ما بتعيين مبرمج فبالتأكيد تميل الكفة لصالح الدرجة الجامعية لما يمتاز صاحبها بشمولية الاطلاع وباتساع القاعدة المعلوماتية بشكل أكبر بكثير من حامل الشهادة التقنية. بحكم تعدد المهارات التي مارسها في دراسته،أما لو كانت الشركة تسعى لتوظيف داعم فني أو مشرف لمنتج معين فالبتأكيد وبدون أدنى شك ستميل الكفة لصالح حاملي الشهادات التقنية بسبب بسيط وهي تخصصية هذه الشهادات ولأنها عادة تعطي المهارات الأحدث والأنسب لدعم منتج معين.
إذن عملية تحديد من الأفضل بالتأكيد هي مهمة فيها نوع من التعقيد ذلك أن المسألة كما قلنا تعتمد على نوع الوظيفة المطلوبة،فبعض الشركات كل ما يهمها هو أن تتأكد من قدرة الموظف على التطبيق فقد تكتفي بخبره مناسبة في نفس المجال ، وبعضها لن تلقي النظر إلى السره الذاتية التي لا تحمل أي من الدرجة الجامعية أو الشهادة التقنية بحسب الوظيفة المطلوبة،ولكن الأمر الثابت الذي لا جدال فيه هنا، هو أن جميع الشركات بالتأكيد يحتاج لمن لديه القدره على أداء المهام المطلوبه بأسرع الطرق وأقلها كلفه، كلها ترغب بمن تستطيع وضع ثقتها فيه واعتمادها عليه ولديه القدره على خدمة زبائنها باحترافية عالية.
مما لا شك فيه أن الدرجة الجامعية كفيله بفتح باب المقابلات على مصراعيه، ولكن قد لا يكون هذا كافيا لنيل الوظيفه، فامتلاكك للمهارات المناسبة وقدرتك على الإجابه على جميع أسئلة "كيف؟" هو الضمان الوحيد أنك الشخص المناسب لهذه الوظيفة،ولأن عالم تقنية المعلومات دائم التجدد والتحديث، فبالتأكيد تكون الشهادات التقنية هي سبيلك الأكيد لإثبات قرتك على متابعة الحداثه وتجديد مهاراتك وقدراتك العملية ، وهي الضمان الأكبر على التطور والتقدم الوظيفي في هذا المجال.
وبناءا على ما سبق، يمكن القول أن الحالة المثالية تكمن في الحصول على الدرجة الجامعية في تقنية المعلومات كخطوه أولى، فهي التذكره الذهبية والنجمه المضيئه في سيرة ذاتية تفتح لك أبواب عده للدخول إلى سوق العمل في هذا المجال وبسرعه كبيره،ولأن أصحاب الشركات بحاجة لأداء مهني متطور ، فإن الشهادات التقنية هي التي ستعطي كل ساع لها التدريب والمهاره اللازمة لتطوير الأداء.
وخلاصة القول، إن الدرجة الجامعية المدعمة بالشهادات التقنية تعطي للموظف قدرات استثنائية تجعله الأكثر قدره على تسويق نفسه، وتعطيه قدره فائقة في إبراز المهارات الفريده التي يتمتع بها.
ساحة النقاش